النقطة الأولى : نظرة إجمالية لمزاعم المحدث النوري وأجوبتها سوف نسعى في هذه النقطة إلى بيان تلك المزاعم التي أثارها المحدث النوري ، ونردفها بمناقشات وإجابات موجزة ومقتضبة ، مهيبين بالقراء الأعزاء الراغبين بالمزيد من التفصيل والتعمّق العودة إلى الكتب العديدة المختصة بمعالجة قضية التحريف في القرآن الكريم ، لا سيما تلك المعنية منها بالردّ على كتاب فصل الخطاب نفسه والتي سنشير إلى بعضها في النقطة الرابعة الآتية إن شاء الله تعالى .
ففي المقدمة الأولى تحدث الميرزا النوري عن مصحف الإمام علىّ عليه السلام الذي ورثه الأئمة المعصومون عليهم السلام ، وسيأتي استيفاء البحث حول هذا المصحف لدى التعرض ل " مصحف الإمام علىّ " في المقام الثاني إن شاء الله تعالى .
أما المقدمة الثانية ، فقد تعرض فيها المحدث النوري لأنواع التحريف وأشكاله مميزاً - وفق زعمه - بين أشكال التحريف التي تعرض لها القرآن الكريم وتلك التي كان مصوناً منها ، يقول الميرزا النوري في هذا الصدد ما نصّه :
" إنّ زيادة السورة وتبديلها بأخرى أمر ممتنع ، وزيادة آية على القرآن أو تبديل آية بأخرى هو أيضاً منتف بإجماع ، أما زيادة كلمة في القرآن ، ممكنة كزيادة " عن " في قوله تعالى : ( يسألونك عن الأنفال . . . ) . ونقصان كلمة في القرآن ككلمة " في علىّ " في كثير من الآيات وتبديل الكلمات ، مثل تبديل آل محمد ، بآل عمران وتبديل حرف وكنقصان " همزة " من قوله تعالى : ( كنتم خير أمّة . . . ) " [1] .
أقول : إن زيادة كلمة " عن " في قوله تعالى : ( يسألونك عن الأنفال . . . ) قراءة واردة بإجماع الفريقين [2] وليست من التحريف في شيء كما زعمه النوري ، كما أنّها