الذين أجريتهما في الكتب الثلاثة المسبقة أعني :
" أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية " للدكتور القفاري و " الشيعة والقرآن " لإحسان إلهي ظهير و " الشيعة وتحريف القرآن " لمحمد مال الله .
ومقايسة مواضيعها بمواضيع الكتب السابقة ، لاحظت أن مواضيع هذه مماثلة لتلك الكتب التي نقدتها وتكراراً لها ، وليس فيها كلام جديد يستحق المناقشة والنقد غير أن أسلوبهم المعروف في النقد والمناقشة هو عدم الأمانة في النقل وتقطيع العبارات وعدم الانصاف في اصدار الأحكام والتزام جانب التعصب المخرب وكيل الشتائم والإهانات للشيعة كما هو ديدنهم في هذا المجال .
ويصفون أنفسهم بأنّهم منصفين ومدققين في هذا الأمر ، وأنّ هدفهم كشف الحقائق للقرّاء ، فمن جهة يحذّرون الآخرين من الشيعة ويدعونهم إلى التريّت ، ومن جهة أخرى يضعون أنفسهم في زمرة الناصحين الشفيقين ، ويدعون الشيعة إلى التحدي والتوبة والتبرؤ من كتب الحديث والتفسير بالمأثور [1] .
وهؤلاء الأشخاص - مثل أسلافهم - ليسوا حياديين في بحوثهم كما أنّهم ليسوا بصدد كشف الحقائق وبيان الواقعيات ، حيث يستغلون وجود حديث في كتب الشيعة يدل ظاهره على التحريف ويتجاهلون وجود هذا الحديث نفسه في مصادر كتب أهل السنة الحديثية فينادون بحماس وحرارة ويكيلون الشتائم والألفاظ البذيئة والمستهجنة وتوجيه الإهانات الركيكة والمبتذلة للشيعة ، متهمين إيّاهم بتحريف القرآن ، وما أن يُجبهوا بوجود هذا الحديث بعينه في كتب حديث أهل السنة ومصادرهم إلاّ وتخمد أصواتهم وراحوا بهدوء يعالجون هذه الأحاديث بأساليب شتى فتارة يقولون بأنّه موضوع وأخرى يقولون إنّها نسخ التلاوة أو إنّه