إمعان النظر في تعابير إقراء ، تنزيل ، تحريف والتي جاءت في لسان الروايات وقد تناولناها بالتفصيل في بحوثنا السابقة - تعني تفسير وشرح الآيات وبيان أتمّ المصاديق والقراءات الواردة والتحريف في معاني الآيات المساوق للتفسير بالرأي ، وهذه المواضيع خارجة بطبيعة الحال عن موضع النزاع الذي يعني تحريف وتغيير ألفاظ القرآن الكريم .
ثانياً : خلافاً لإدعاء مال الله ، فإنّ الروايات المذكورة لا تدلّ أبداً على حذف آيات دالّة على مناقب آل البيت ومثالب الصحابة بل ليس في كتب الشيعة اطلاقاً رواية تدلّ على حذف آيات من القرآن الكريم وإنّما أشارت الروايات إلى حذف كلمة أو جملة أو مقطع من آية فعلى هذا يمكن علاج مضامين هذه الروايات وحملها على تفسير وشرح مراد الله أو بيان أتم المصاديق .
ثالثاً : إن الأحاديث التي نقلها مال الله من كتاب الكافي هي في باب " النكت والنتف من التنزيل في الولاية " والذي يشتمل على أحاديث رقم 44 إلى 53 ( ص 421 - 422 ) وأحاديث رقم 84 إلى 88 ( ص 43 ) وأحاديث رقم 44 إلى 47 و 47 و 49 و 50 و 52 و 53 ، وهذه الطائفة من الأحاديث كلّها ضعيفة عند الحفّاظ بلحاظ السند [1] .
فلذلك فلا يكاد يعثر على حديث صحيح السند أو حسن أو حتى موثق ، والأحاديث التي ذكرها مال الله من الجزء الثاني في كتاب الكافي فهي إضافة إلى أنّها مخدوشة من حيث السند ، لا تتعلق بموضوع بحثنا ، ويا للعجب فإنّ مال الله لم يكلف نفسه عنان البحث في الصفحات المذكورة . وأنا أتحدّاه أن يعثر على حديث واحد من بين تلك الأحاديث التي ذكرها مال الله وادّعى أنّها دالّة على التحريف ، ولا أدري أي هدف يتعقبه مال الله وأمثاله والذين يدّعون الإصلاح بين المسلمين ، فلا