وقال عليه السلام :
" ما يستطيع أحد ان يدَّعي ان عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الأوصياء " [1] .
قال العلاّمة الطباطبائي في حاشيته على الكافي :
" قوله عليه السلام " إنّ عنده جميع القرآن كلّه " الجملة ، وإن كانت ظاهرة في لفظ القرآن المشعرة بوقوع التّحريف فيه لكن تقييدها بقوله : " ظاهره وباطنه " يفيد أنّ المراد هو العلم بجميع القرآن من حيث معانيه الظاهرة على الفهم العادي ومعانيه المستبطنة على الفهم العادي وكذا قوله في الرواية السابقة : " وما جمعه وحفظه الخ " حيث قيد الجمع بالحفظ فافهم " [2] .
فعلى هذا لا دلالة في شيء من الرّوايات على ان الزيادات في مصحف الإمام علي عليه السلام من القرآن نفسه ، بل هي - كما قلنا - بعنوان التنزيل من الله شرحاً للمراد . وعلى هذا يحمل ما ورد من ذكر أسماء المنافقين في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام [3] فانّ ذكر أسمائهم لا بد وان يكون بعنوان التفسير ، والشاهد عليه سيرة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وحسن أخلاقه ، فانّ دأبه تأليف قلوبهم والإسرار بما يعلمه من نفاقهم ، فكيف يمكن أن يذكر أسماءهم في القرآن ويأمرهم بلعن أنفسهم ويأمر سائر المسلمين بذلك ويحثهم عليه ليلاً ونهاراً ؟ ! وهل يقاس ذلك بذكر أبي لهب المعلن بشركه ومعاداته للنبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مع علم النبيّ بأنه يموت على شركه ؟ وهذا واضح لمن له أدنى اطّلاع على سيرة النبىّ صلّى