وقد أبطل الفضل بن شاذان النيسابوري ( ت 260 ه - . ) وهو من كبار أعلام الشيعة في القرن الثالث الروايات الموهومة التي تدّعي تحريف القرآن في كتب أهل السنة وردّ عليها ، ودافع عن قدسيّة القرآن قبل ابن بابويه الصدوق ، وللتفصيل يمكن مراجعة القارئ الكريم إلى " نظرة عابرة لأجوبة الإمامية " في المقام الأوّل .
ثانياً : لم يقرأ إحسان إلهي ظهير كتاب الاعتقادات للشيخ ابن بابويه الصدوق والذي ذكر فيه آراءه وآراء آخرين أكد فيها على عدم وجود تحريف في القرآن قطعاً ، وهذا على أحسن الاحتمالات وأقل التقادير ، ولذلك تراه يكتب جهلاً : " إنّ ابن بابويه الصدوق وغيره لم يستند لقولهم إلى مستند شيعي ثابت من رواية مروية من واحد من الأئمة الاثني عشر " في حين إنّ كتاب ابن بابويه الصدوق بين أيدينا . ويشير إلى وجود أكثر من رواية بل إلى عشرات الروايات في هذا الخصوص ، فقد قال الصدوق وبعد أن دوّن العبارة التالية :
" اعتقادنا إنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك . . . و " [1] .
قال رحمه الله وهو في بيان الدليل على عقيدة الشيعة :
" ما روي من ثواب قراءة سورة من القرآن ، وثواب من ختم القرآن كلّه وجواز قراءة سورتين في ركعة نافلة والنهي عن القرآن بين سورتين في ركعة فريضة ، تصديق لما قلناه من أمر القرآن والله مبلّغه ما في أيدي الناس .
وكذلك ما روى من النهي عن قراءة القرآن كلّه في ليلة واحدة وإنّه لا