أقول أجبته " [1] ، وذلك كناية عن أن الشيعة لم تكن قدرية في يوم من الأيام ، أي أن العلامة الحلي كان يريد القول بأن نفس عنوان كتاب منهاج السنة الذي يعرّف الشيعة على أنهم قدريون يدلل على أن ابن تيمية لم يفهم حتى الآن المعتقدات الشيعية ولم يتعقلها جيداً حتى يقدم على نقده أو ردّه .
وبناء عليه فإننا نسأل الدكتور القفاري إن الكتاب الذي لم يقرأه العلامة الحلي على الإطلاق كيف يمكن أن يقع تحت تأثيرات مؤلفه حتى يكون ذلك باعثاً له على تأسيس تقسيم جديد لروايات الشيعة يضعها تحت أقسام أربعة ؟
ثانياً : على تقدير قراءة العلامة الحلي الانتقادات التي سجلها ابن تيمية عليه في كتاب منهاج السنة ، لكن ابن تيمية نفسه لم يتمسك في نقده هذا على كتاب منهاج الكرامة بروايات الشيعة أبداً ، حتى يقع العلامة تحت تأثير ابن تيمية في هذه الردود ليضع على أساس ذلك مقاييس لتمييز الروايات الشيعية فيما بعد ، ولتبقى مصوناً من تلك الهجمات التي قام بها ابن تيمية عليه ، بل إن كافة روايات العلامة الحلي التي استند إليها إنما هي من كتب أهل السنة ، فابن تيمية نفسه - كما يقول ابن حجر - هو الذي ردّ الكثير من الروايات السنية المعترف بها في أوساط أهل السنة والتي شكلت معتمداً للعلامة الحلي لإثبات الأفكار الشيعية ، وقد وجه ابن تيمية إهانات كثيرة جداً إلى العلامة الحلي بحيث بلغت به الحال أن تعرض لنفس الإمام علي عليه السلام كما قاله ابن حجر [2] .