يرتكب الدكتور القفاري هنا عدّة أخطاء :
أولا : هذا خبر واحد ، وليس أربع روايات عن أربعة كتب - كما يوهم القفاري - والرواية نقلها النوري عن كتابين ، نقلا كلاهما - باعتراف النوري نفسه - عن كتاب " بشارة الشيعة " وهو من الكتب غير المشهورة [1] .
ثانياً : في سند هذه الرواية " ميسرة " الذي كان يسأل من الإمام علىّ بن موسى الرضا عليهما السلام ، وهو - بقرينة رواية عثمان بن عيسى عنه - " ميسر بن عبد العزيز النخعي ، وهو شخص مجهول ، إذ لا يوجد مدح ولا قدح له في كتب الرجال [2] .
ثالثاً : على فرض أن السند كان صحيحاً ، لا يمكننا أبداً أن نستند على خبر الواحد في هذه المسألة المهمة ، لأنّ القرآن متواتر في آياته وكلماته ، ولا يمكن مطلقاً أن نثبت أو ننفي بخبر الواحد كلمة من القرآن ، كما أنّ هذه الرواية تتعارض مع الأدلة القطعية لصيانة القرآن من التحريف ، فهي ساقطة عن الاعتبار لا محالة .
مع هذه الخصائص انظر كيف يوجه الدكتور القفاري الاتهامات الكبيرة ويقول :
" والآية كما يدّعون تثبت أنّ الشيعي لا يسأل عن ذنبه . . . وهذه دعوى خطيرة لا يسندها دليل ، بل هي مناقضة لنصوص التنزيل وما علم من الإسلام بالضرورة . . . ولها آثارها الخطيرة من التحلل من التكاليف الشرعية . . . والجرأة على اقتراف المعاصي والموبقات " [3] .