رميهم بالنفاق وزعمت أنّ الله يأمر رسوله بالاعتماد على المنافقين في الجهاد وجعلت الجهاد في الإسلام قائماً على أكتاف المنافقين فهي جهل فاضح بالإسلام وتاريخ المسلمين وتفسير القرآن أو زندقة والحاد . . . " [1] .
كيف يمكن أن تكون أحكامٌ كهذه - من الدكتور القفاري بقوله : " جهل فاضح بالإسلام وتاريخ المسلمين و . . . " - علمية وبعيدة عن التعصب ؟ ! وهل يكفي للقفاري قوله تعالى : ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظّنونا * هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلاّ غروراً ) [2] .
فالمنافقون في صفوف المسلمين يوم الأحزاب .
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال : قال المنافقون يوم الأحزاب حين رأوا الأحزاب قد اكتنفوهم من كل جانب فكانوا في شك وريبة من أمر الله . . . فأنزل الله ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلاّ غروراً ) [3] وأيضاً في معركة تبوك وهو تصريح محمّد بن إسماعيل البخاري في صحيحه أيضاً بحضور أعيان المنافقين في جيش المسلمين في معركة تبوك ، وهو ما ذكره ابن تيمية أيضاً وأمضاه بقوله :
" . . . فقد ثبت في الصحيح أنّ حذيفة كان يعلم السرّ الذي لا يعلمه غيره وكان ذلك ما أسرّه إليه النبىّ صلّى الله عليه وسلّم عام تبوك من أعيان المنافقين فإنه روى أنّ جماعة من المنافقين أرادوا أن يحلوا