أولاً : هذا النص منقول عنه أيضاً في تفسير ملا فتح الله الكاشاني ( ت 988 ه - . ) المسمى بتفسير " منهج الصادقين " بل موجود بعينه في كتاب " الذخيرة في علم الكلام " للشريف المرتضى نفسه ، جواباً عن إشكال من قال : " الإمامية تدّعي التغيير في القرآن نقصاناً ، وكذلك حشوية أصحاب الحديث " حيث قال :
" قلنا : قد بيّنا صحّة نقل القرآن في المسائل الطرابلسيات وانه غير منقوص ولا مبدّل ولا مغيّر . . . وذكرنا ان العناية اشتدت بالقرآن . . . وقد كنا ذكرنا في جواب المسائل المتقدم ذكرها عند الكلام في صحة نقل القرآن . . . وقد بينا في الموضع الذي أشرنا إليه . . . وذكرنا أيضاً أن من يخالف هذا الباب من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم . . . " [1] .
ثانياً : إن كان هذا النصّ مدسوساً على السيد المرتضى فيما بعد كما زعم الدكتور القفاري فكيف يقول ابن حزم ( ت 456 ) الذي كان معاصراً للسيد المرتضى :
" . . . وكان الشريف المرتضى إمامياً يظاهر بالاعتزال ، ومع ذلك كان ينكر هذا القول - أي تحريف القرآن - ويكفّر من قاله وكذلك صاحباه " [2] .
فعلى زعم الدكتور القفاري إما أن يكون كتاب " الفصل " لابن حزم قد دسّ فيه فيما بعد ، أو أن ابن حزم قال ذلك من دون الاعتماد على مستمسك ودليل ، وفي هاتين الحالتين لا يبقى مجال للاستدلال بكتب " ابن حزم " !
ج - زعم الدكتور القفاري وجود التناقض في كلام السيّد المرتضى واستنتج منه " التقية " في رأي السيد المرتضى رحمه الله . قال الدكتور القفاري :