موقف التحقيق والدرّاسة نقول : إنّ تلك الرّوايات تضرب عرض الجدار لا محالة .
ثانياً : إنّ الشيخ الصدوق اعتبر ما زاد على آيات القرآن من نوع الحديث القدسي ، وقد أجاب علماء السنة كما رأيتم في علاجهم لروايات التحريف بنفس هذا الجواب على هذه الرّوايات وأمثالها .
والآن هل يوجد تهافت بين ذكر أصل الرواية وبيان جوابها ؟ وهل أنّ ذكر هذه الرواية دليل على الدس والزيادة في كتب الشيعة ؟ وكيف يدّعي الدكتور القفاري إنّ دراسته متأنية ؟ ! ولو كان ما يقوله الدكتور القفاري صحيحاً لصدق هذا الحكم نفسه على كتب أهل السنة التي تحمل تلك الرّوايات ، لأنّ حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد ، نعم إذا كان مبنى الدكتور القفاري الخدش في جواب الشيخ الصدوق ، فهذا شيء ، وإلاّ لماذا هذا النوع من الأحكام ؟ !
وأما الرواية التي أخرجها الصدوق رحمة الله عليه في كتابه " الخصال " فقد رواها بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، ونفس هذه الرواية التي سمّاها الدكتور القفاري برواية " الالحاد " رويت في كتب أهل السنة عن أبي اُمامة الباهلي ، وعن جابر نفسه . ففي كنز العمال عن مسند أحمد ومعجم الطبراني وسنن سعيد بن منصور عن أبي امامة الباهلي ( صدى بن عجلان الصحابي ) وأيضاً عن الديلمي عن جابر عن النبىّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم :
" يجيء يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة فيقول المصحف : يا رب حرّقوني ومزقوني ويقول المسجد : يا رب خربوني وعطلوني وضيعوني وتقول العترة : يا رب طردونا وقتلونا وشردّونا وأجثو بركبتي للخصومة فيقول الله : ذلك إليَّ وأنا أولى بذلك " [1] .