السنّة قديماً وحديثاً ليس بقليل ، بل إنّه أكثر من أن يحصى . أو نأخذ كلام الشوكاني القائل : " هذه الرّوايات قليلة " دون النظر إلى الطوائف المختلفة من هذه الرّوايات ثم نقارنه بكلام " الآلوسي " ونقول بعده : هذه هي الشهادة الهامّة والوثيقة التاريخية ونغض النظر عن علاج علماء أهل السنة لهذه الأخبار ولإثارة احساسات وعواطف القراء ننقل عين ألفاظ الدكتور القفاري مع تطبيق ما توصّلنا إليه :
" وبعد هذا الاعتراف من أساطين أهل السنة وشيوخهم ، هل يشك أحد يقرأ هذه الدعاوي العريضة في أنّ القوم قد وقعوا في درك مظلم وفي مستنقع آسن . . .
وكم يتألم المسلم وهو يقرأ مثل هذه الكلمات المظلمة وكم يشفق على قوم اعتمدوا في دينهم على كتب حوت هذا " الغثاء " وركنوا في أمرهم إلى شيوخ يجاهرون بهذا الكفر ، قد باعوا أنفسهم للشيطان وجعلوا نواصيهم بيده . . . [1] .
ولقد لاحظنا إنّ هذه الاُسطورة قد بدأت برواية واحدة في كتاب " الموطأ " لمالك بن أنس [2] وما لبثت أن أخذت بعداً أكبر وزادت أخبارها حتى قال شيوخهم بتواتر هذه الفرية عندهم واستفاضتها في كتبهم إلى أن قيل إنّها أكثر من أن تحصى ، وهذا بلا شك دليل بطلان أخبارهم كلها فما دام الكذب عندهم يصل إلى حد لا يحصى كثرة فلا ثقة بسائر أخبارهم وكل من يذهب هذا المذهب فإنّه ليس من الإسلام في شيء . . . وإنّ أخبارهم التي نسبوها زوراً وكذباً للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قد ظهر كذبها واستبان زيفها بهذا الكفر المعلن " [3] .
وإنّ الكذابين على النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كما تقول كتب أهل السنة قد