شهادة من المجلسي المتوفى سنة ( 1111 ه - . ) على تضخّم أخبار هذه الاُسطورة والتي كانت . . . عند ابن بابويه القمّي المتوفي ( 381 ه - . ) لا تكاد توجد . . . والشيخ الطوسي أنكر نسبة هذا إلى الشيعة . . . " [1] .
نلاحظ هنا أنّ الدكتور القفاري ارتكب في هذه العبارة عدّة أخطاء عمداً أو سهواً :
أولاً : مرّ عليك إنّ علماء العصر الصفوي صرّحوا بعدم التّحريف في القرآن بالاتفاق .
ثانياً : إنّ الدكتور القفاري بقوله : " في ظل الدولة الصفوية كثر الوضع لأخبار هذه الاُسطورة . . . " تنبّه إلى خطأه ولم يجد من حيلة للخلاص إلاّ الاعتراف بقوله :
" لكن يرد على ذلك أنّ تلك الرّوايات موجودة في كتب معاصرة للطوسي أو أقدم كتفسير القمّي والعياشي وفرات إلاّ إذا قلنا أن الشيعة يغيّرون في كتب قدمائهم كما فعلوا في كتاب سليم بن قيس " [2] .
ثالثاً : قلنا آنفاً ان المجلسي اعتمد في كتابة موسوعته الحديثية ( أي بحار الأنوار ) على أربعمئة كتاب من كتب الشيعة ، وخمسة وثمانين كتاباً من كتب أهل السنّة ، وعليه فمن الطبيعي أن يضم كل باب من أبواب البحار مجموعة كبيرة من الأحاديث تفوق ما يضمّ غيرها من الكتب ، ويكون حاله كحال كتاب " كنز العمال " الذي يضمّ كل باب منه أضعاف ما يحويه أي كتاب آخر من الأحاديث .