ولو كان لدينا ذلك المصحف ، لما فسح المجال لدخول الإسرائيليات في كتب التفسير أو لكانت قليلة ، تلك الإسرائيليات التي بدأت في عصر الصحابة ، ثم توسعت في عصر التابعين ، وكما يقول الذهبي :
" إنّ دخول الإسرائيليات في التفسير أمر يرجع إلى عهد الصحابة رضي الله عنهم . . . وسبق لنا القول بأن الرجوع إلى أهل الكتاب كان مصدراً من مصادر التفسير عند الصحابة . . . وأما التابعون فقد توسعوا في الأخذ عن أهل الكتاب فكثرت على عهدهم الرّوايات الإسرائيلية في التفسير . . . " [1] .
فإنّ عمدة هذه المصائب هو تجريد القرآن من تبيين وتفسير النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم له ، والفراغ الحاصل لدى المسلمين في تفسير القرآن لوجود فاصلة بين المجتمع الاسلامي والأشخاص الذين جعلهم النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عدل القرآن وورّاثه [2] ، ولَنِعْمَ ما قاله عبد الكريم الشهرستاني في المقام :