" والذي وقع في بعض طرقه حتّى جمعته بين اللّوحين وَهْم من راويه " .
أىّ حكم هذا من ابن حجر ؟ والحال أنّ راويه الذي اتهمه ابن حجر بالوهم والخطأ مما يوجب تضعيفه هو " عبد الخير " وعبد الخير نفسه ورد في رواية اُخرى عن أمير المؤمنين عليه السلام في هذا المقام وأوردها ابن حجر قائلاً :
" . . . وأصحّ منه - أي من حديث جمع الإمام المصحف - وهو المعتمد ما أخرجه ابن أبي داود باسناد حسن عن عبد الخير ; قال : " سمعت علّياً يقول أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر ، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله " [1] .
فالراوي واحد وقد اتهمه ابن حجر هناك بالوهم والخطأ أمّا هنا فقد جعله محلّ اعتماده وثقته ، فهل هذا من العدل ؟ !
والعجب من الآلوسي حيث صحّح رواية ابن الضريس ، والتي ورد في متنها أنّ ابن سيرين سأل عكرمة عن خصوصيات ذلك المصحف بقوله :
" فقلت لعكرمة ألَّفه كما اُنزل الأوّل فالأوّل . . . ؟ " .
ومع هذا الوصف يقول الآلوسي :
" وما صحّ فمحمول كما قيل على الجمع في الصدر " .
فلا بدّ أن يكون مراد الآلوسي هو أنّ الإمام علياً عليه السلام الّف القرآن في صدره كما اُنزل الأوّل فالأول ! ! وما عشت أراك الدهر عجبا !
هذا ولا يخفى أنّ الآلوسي والآخرين لم يسلكوا الطريقة العلمية في هذه الأحاديث ; لأنّ مضمون تلك الأحاديث واحد ، وهو في اصطلاح علم الدراية