" إنّ مسألة التداول السرّي لمصحف مفترىً من الإخباريين أمر وارد " [1] .
فلو فرضنا - جدلاً - أنّ الدكتور القفاري توصّل إلى هذه النتيجة بعد بحث وتحقيق علمي صحيح ، فإننا نطبق تلك المزاعم على روايات أهل السنة لتكون النتيجة أشدّ وقعاً وأكثر وخامة ، وذلك بأن نقول :
أولاً : ان القراءات المتعددة في كتب أهل السنة التي تبلغ العشرات تكون من سنخ الآيات المفتراة والأساطير .
ثانياً : أكثر أهل السنة يحكمون بصحّة روايات التّحريف في القرآن مع أنها أخبار آحاد عندهم وهم يزعمون أنها من آيات القرآن - وإن كانت منسوخة التلاوة عند بعضهم - بل تردّد الاُصوليّون منهم في جواز مس المحدث تلك المزعومات [2] - مع ان اضطراب متونها خير شاهد على اجنبيّتها عن آيات القرآن الكريم - وعلى هذا يحق لنا الحكم بهذه النتيجة وهي : إنّهم جعلوا هذه الآيات المفتراة وتلك القراءات المتعددة في مصحف و " إنّ مسألة التداول السري لمصحف من قِبَلِ أكثر أهل السنة أمر وارد ! ! " بل إنّ الدكتور القفاري يعترف أكثر من ذلك فيقول :
" وقد وصلني مصحف من باكستان طبعه الشيعة وقد حشّاه طابعه بتلك المفتريات ولكن لم تمتد أيديهم إلى الأصل فقد طبع كطبعة تفسير الجلالين حيث وضع نص القرآن في الوسط والتفسير في الحواشي " [3] .