" وأقول هل لرواية الكليني وجه يمكن قبوله خلافاً لما يراه ويفتريه المجلسي والمازندراني وأضرابهما ؟ لعله من الممكن لو كان لهؤلاء إرادة خير لمذهبهم وأتباعهم أن يحملوا ما زاد على عدد آيات القرآن على منسوخ التلاوة إذا لم يكن لديهم الشجاعة على ردّ هذه الرواية وأمثالها . . .
ولكن شيخ الشيعة اليوم " الخوئي " ومرجعها الأكبر - وهو يتظاهر بالدفاع عن القرآن يرى أنّ القول بنسخ التلاوة هو قول بالتحريف وكأنه أراد أن يوصد هذا الباب ويردّ هذه القاعدة الثابتة ليثبت بطريق ملتو عقيدة في نفسه يكاد يخفيها . . . والفرق واضح . . . فالتحريف من صنع البشر وقد ذمّ فاعله الله والنسخ من الله قال تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) [1] وهو لا يستلزم مسّ كتاب الله سبحانه بأي حال " [2] .
وقد ناقشنا فيما تقدم هذه الرواية سنداً ومتناً ، وبينّا آراء علماء العهد الصفوي في مسألة التّحريف وبحثنا أيضاً في الموازنة بين كلام ابن بابويه ورواية الكليني وهنا نقول :
عجباً ! كيف يقول الدكتور القفاري : " لم يكن لدى الشيعة الشجاعة على ردّ هذه الرواية وأمثالها " والحال إنّ أول من ردّ تلك الرواية بشجاعة هو الشيخ أبو جعفر الكليني رحمه الله الذي جاء بالرواية فهو - كما لاحظت - ذكر في مقدمة كتابه معيار قبول وردّ الرّوايات المتعارضة ; وهو عرضها على كتاب الله ، وطرح ما يخالفه [3] ،