كتاب الوافية [1] .
لكن نقول : هذه الاستفادة غير تامّة .
أولاً : انه مرّ عليك مكرراً بما لا مزيد عليه بأنّ ذكر الراوي لرواية في كتابه لا يعني أنه يقول بها ، فكثير من الرواة يروون روايات معتبرة ، ولكن لا من حيث الدلالة بل من حيث السند ، واعتبار سند الرواية لا يعني اعتبار متنها مطلقاً ، وخصوصاً إذا كان متن هذه الرّوايات متعارضاً مع روايات اُخرى أقوى منها سنداً ومتناً ، وإلاّ لصار أصحاب الصحاح الستّة وكتب التفسير بالمأثور من أهل السنة والذين ختموا على كتبهم بخاتم الصحّة صاروا جميعهم متهمين بالقول بالتحريف وهذا تكرر كثيراً .
ثانياً : على فرض ان هذه المجموعة من روايات الكافي وردت في التّحريف بالمعنى المتنازع فيه فإنها معارضة بروايات اُخرى في كتاب الكافي نفسه وهي أكثر عدداً وأقوى متناً ووردت تحت عناوين أكثر وضوحاً حول القرآن من تلك [2] .
وهناك قاعدة قطعية أخذها الكليني من الأئمة الطاهرين وجعلها في بداية كتابه وهي اننا حينما تتعارض الرّوايات ولا يوجد لها محمل صحيح يمكن حمل الرواية عليه أي ان التعارض من نوع التعارض المستقر ، فهنا نعرض الروايتين على القرآن الكريم ، فما وافق القرآن اُخذ به وما خالفه ضرب عرض الجدار وسقط عن الحجية ، قال ثقة الإسلام الكليني :
" فاعلم يا أخي - أرشدك الله - إنّه لا يسع أحداً تمييز شيء ممّا اختلف