العامة والخاصّة على حدّ سواء ، وسبق أن قلنا إنهم إن أرادوا أن يعدلوا في قولهم فعليهم أن يُجروا تلك الأحكام على كتب أهل السنّة أيضاً ، وإذا كان مراد جار الله هو أنّ علماء الشيعة أجمعوا على القول بالتحريف - والعياذ بالله - فهذا كذب أشنع من الأوّل ، لأنّ الشيخ موسى جار الله نفسه قد قرأ كتاب الاعتقادات للشيخ الصدوق ، وقد أورد رأي الصدوق حول الغلاة المفوضة في الصفحة 132 من كتابه " الوشيعة " ، والحال أنّه تجاهل رأي الصدوق في صيانة القرآن عن التّحريف الذي ذكره في كتاب " الاعتقادات " نفسه [1] .
ب : إنّ الشيخ موسى يقول : " أخبار التّحريف مثل أخبار الإمامة متواترة عند الشيعة . . . " ونسب هذا إلى " المجلسي " و " صاحب الوافي " وهذا يعد خيانة في البحث العلمي إذ الأمانة تقتضي نقل العبارة حرفيّاً من غير تلاعب . وقد تابع جار الله في طريقته الفاسدة آخرين [2] . وإليك نصّ عبارة المجلسي قال :
" وعندي أنّ الأخبار في هذا الباب متواترة معنى . . . " [3] ومثله في " الوافي " [4] ، إنّ من الواضح الفرق الشاسع بين لفظ " متواتر " بصورة مطلقة ، ولفظ " متواتر " مع قيد " معنى " فالمجلسي وصاحب الوافي يقولان بأنّ أخبار التّحريف متواترة معنى ، وهو يعني أنّ جميع تلك الأخبار في معنى مشترك متواتر ، وهذا المفهوم المشترك أعم من : " اختلاف القراءات " و " التّحريف في المعنى " و " تفسير وتأويل الآيات " و " نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره " وكلّ تغيير ، وواضح أنّ تلك المعاني المشتركة بعيدة عن محلّ النزاع ، وسيأتيك توضيح