ويعلم من كلام الدكتور القفاري في مؤمن الطاق [1] - الذي سموه : شيطان الطاق - أنّ مؤمن الطاق بزعم هؤلاء يقول بتحريف القرآن بالزيادة لا النقيصة ، يعني أنّ مؤمن الطاق بناء على قول هؤلاء يعتبر قوله تعالى : ( ثاني اثنين . . . ) ليس من القرآن في الأصل ، وإنّها اُضيفت فيما بعد إليه ، وستعرف قريباً بأنّ أحداً من علماء الشيعة المتقدمين والمتأخرين لم يقل بتحريف القرآن بالزيادة إطلاقاً وهو ممّا يعترف به الدكتور القفاري نفسه [2] وكل أهل السنّة من أمثال " الأشعري " [3] وآخرين أيضاً اعترفوا بذلك .
وبناءً على ذلك فكيف يمكن ل " مؤمن الطاق " الذي هو في معرض الاتهام - وحتى سمّوه بشيطان الطاق - أن يورد أمراً كهذا في كتابه " الإمامة " ولم يطلع عليه أحد ؟ ؟ ! والحال أنّه لو فرضنا أنّه كتب واقعاً في موضوع تحريف القرآن بالزيادة لذاع خبره وانتشر صيته وعرفه القاصي والداني لكثرة أعدائه والمخالفين له الذين يترصّدون منه أقل خطأ للايقاع به فكيف بمثل هذه المسألة الخطيرة ؟ ولم يكن الراوي الوحيد لهذه المسألة هو الجاحظ الذي يعتبر متهماً في الرواية وغير موثوق به عند أهل السنة حتى قال ابن قتيبة عنه :
" إنّه [ أي الجاحظ ] من أكذب الأمة وأوضعهم للحديث . . . " [4] .
وهذا معلوم لمن له أدنى تأمل .