وخامساً : نسأل الدكتور القفاري ما علاقة قراءة سورة " العصر " بذاك الشكل وقراءة " إنّ هذين لساحران " بمسألة الإمامة ؟
وأخيراً لا بدّ أن نذكر أنّ " ابن النديم " قال في هشام بن الحكم : من متكلمي الشيعة ممن فتق الكلام في الإمامة وهذب المذهب بالنظر " [1] .
وقد أورد هذه العبارة أيضاً " العلامة الحلّي " لكنّ الدكتور القفاري لم يورد عبارة " هذب المذهب بالنظر " من عبارة ابن النديم كي تصبح عبارة ابن النديم مطابقة لإرادته . والحال ان مراد " ابن النديم " وكذلك " العلامة الحلّي " هو أن هشام بن الحكم طرح مسألة الإمامة بشكل استدلالي وبرهاني ، كما في محاجّته المعروفة مع عمرو بن عبيد ، وإلاّ فمسألة الإمامة سابقة على زمان هشام بن الحكم [2] .
ولعلّ الدكتور القفاري استوحى هذا الاكتشاف العجيب من " الدكتور الرافعي " ويحتمل أن يكون الرافعي أيضاً قد سلك خطّ غيره فهو حينما يعجز عن إيراد الدليل على قوله يلجأ إلى سلاح العاجز وهو الشتم والاتهام والقول الفاحش .
فان الرافعي يقول :
" أمّا الرافضة - أخزاهم الله - فكانوا يزعمون ان القرآن بدّل وغيّر وزيد فيه ونقص منه وحرّف عن مواضعه وان الأمّة فعلت ذلك بالسنة أيضاً وكل هذا من مزاعم شيخهم وعالمهم ( هشام بن الحكم ) لأسباب لا محل لشرحها هنا وتابعوه عليها جهلاً وحماقة " [3] .
وما عسانا أن نقول في مقام الكلام عن تلك التعابير البعيدة عن التقوى