وأتّباعه المتشدد إلى حدّ التعبّد لمسلك ابن تيمية المعروف بألفاظه القبيحة يزول عنه هذا العجب .
فانّ كتاب منهاج السنّة لابن تيمية الذي كتبه ردّاً على الشيعة مملوء بهذه الألفاظ البذيئة ، بل إنّ ساحة أمير المؤمنين المقدّسة لم تسلم من لسان ابن تيمية الفاحش ، وهو ما حدا بابن حجر لأن يقول :
" . . . وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي أدّته أحياناً إلى تنقيص علي رضي الله عنه " [1] .
ويمكننا القول بكلّ جرأة إننا لو جمعنا شتائم الدكتور القفاري في هذا الكتاب فقط لبلغت الخمس من حجمه ، بل إنّ مجرّد عمل فهرس لهذا الموضوع يحتاج إلى بضع الصفحات ، وهذا ممّا يزيد من عجب القارئ ، ذلك لأنّ الدكتور القفاري ادّعى الدفاع عن الدّين ، وإحياء سنّة السلف باعتباره فرداً من المسلمين وقد اعتبر مسلكه مسلك السنة والجماعة ! ! فقال في طليعة كتابه في معرض بيان غرضه من التأليف :
" ولا شكّ بأنّ بيان حال الفرق الخارجة عن الجماعة والمجانبة للسنّة ضروريّ لدفع الالتباس وبيان الحقّ للناس ونشر دين الله سبحانه ، وإقامة الحجّة على تلك الطوائف ; ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة . فإنّ الحقّ لا يكاد يخفى عن أحد ، وإنّما يضلّل هؤلاء أتباعهم بالشبهات والأقوال الموهمة ، ولذلك فانّ اتباع تلك الطوائف