خاصة من الآيات ، مثل الآيات التي نزلت إلى زمان نزول هذه الآية ( أي الآية التاسعة من سورة الحجر ) ولا يخفى خلاف هذا الرأي لظاهر الآية الشريفة .
وإذا كان المقصود من الحفظ هو الصيانة والحراسة ، فحمل الحفظ على علم واطلاع الله سبحانه وتعالى بالقرآن خلاف ظاهر الآية الشريفة ، لأنّ أيّاً من علماء اللُّغة لم يتبَنَّ هذا الرأي ، إضافة إلى أنّ ظاهر الآية الكريمة يشير إلى الحفظ من كلّ جهة ، أما أن نخصّ بالحفظ القدرة على تحدي الشبهات التي يطرحها المعاندون والنسخ أو الإتيان بمثله فإنّ ذلك مجرد ادّعاء ، حيث لا يمكن ان نقصر الآية على ذلك .
وهناك ادّعاء يذهب إلى أنّ كلمة " الذكر " الواردة في الآية الكريمة تطلق على الرّسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهذا الادّعاء غير مدعوم بدليل وذلك :
أوّلاً : إنّ كلمة " الذكر " الواردة في القرآن تطلق بشكل صريح على القرآن ، حيث ورد في الآية الكريمة ( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم ) [1] .
ثانياً : الآية السادسة من سورة الحجر تمثل قرينة سياقية واضحة على أنّ المقصود من الذكر في الآية التاسعة من هذه السورة القرآن العظيم ، لأنّ كلمة الذكر الواردة فيها ( وقالوا يا أيّها الذي نزّل عليه الذكر إنّك لمجنون ) تدلّ دلالة قاطعة وصريحة على أنّ المراد من الذكر هو القرآن .
2 - قوله تعالى : ( إنّ الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم واِنّه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) [2] .
ولا يوجد أي شك في كون المقصود من " الذكر " في هذه الآية هو الكتاب العزيز ، حيث وصفته بأوصاف ثلاثة " العزيز " ، " لا يأتيه الباطل " و " تنزيل من