ج : الجواب عن روايات إلقاء الشيطان في الوحي فبعضهم ردّ الاُسطورة وحكم بضعف إسنادها :
ومن هؤلاء : " القاضي عياض " قال :
" إنّ هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ، ولا رواهُ ثقة بسند سليم متصل وإنّما اُولِعَ به وبمثله المفسرون والمؤرّخون المولعون بكلّ غريب ، المتلقّفون من الصحف كل صحيح وسقيم . . . " [1] .
ثمّ بحث القاضي عياض طرق هذا الحديث ، وانتهى إلى أنّ اضطراب متنها وانقطاع سندها واختلاف كلماتها دليل على ضعف تلك الرّوايات .
وقال أبو جعفر النحاس : " الحديثان منقطعان " [2] .
وبعضهم قَبِل تلك الاُسطورة وعزاها إلى المفسرين . كالشيخ عبد القادر أبي صالح الجيلاني قال :
" قال أهل التفسير . . . نعس النبىّ صلّى الله عليه وسلّم فألقى الشيطان على لسانه : الغرانيق العلى عندها الشفاعة ترتجى يعني الأصنام ففرح المشركون بذلك " [3] .
وممّن تابع عبد القادر الجيلاني في رأيه ، الخفاجي في " نسيم الرياض " فهو لم يقبل قول القاضي عياض ، وكذا أبو بكر بن العربي الذي يقول : " إنّ طرق هذا الحديث كلّها باطلة " يقول الخفاجي :
" فإنّ له طرقاً متعددة كثيرة متتابعة المخارج وكل ذلك يدل على أنّ له أصلاً ، وقد ذكرنا له ثلاثة أسانيد منها ما هو على شرط