الثالثة الأخرى ) [1] . ألقى عليه الشيطان كلمتين : " تلك الغرانيق العلى [2] وإنّ شفاعتهن لترجى " فتكلّم بها ، ثم مضى فقرأ السورة كلها فسجد في آخر السورة وسجد القوم جميعاً . . . قالا : فلّما أمسى أتاه جبرائيل عليه السلام فعرض عليه السورة فلمّا بلغ الكلمتين اللّتين ألقى الشيطان عليه قال : ما جئتك بهاتين ! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : افتريت على الله وقلت على الله ما لم يقل ، فأوحى الله إليه ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره . . . ) [3] فما زال مغموماً مهموماً حتى نزلت عليه ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أُمنيّته ) [4] .
وفي صحيح البخاري بسنده عن ابن عباس قال : سجد النبىّ صلّى الله عليه وسلّم بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس وفي رواية أخرى بمضمونه [5] . ولا يخفى أنّ عبارة سجد المشركون بالنجم تدلّ على تأييد حديث البخاري لأسطورة الغرانيق .