أما بالنسبة إلى مدلول الروايات ومضامينها ، فيقول العلامة الشيخ محمد جواد البلاغي :
" أكثر الروايات التي أوردها المحدث النوري هي من باب اختلاف القراءات - مثل ما جمعه من تفسير " مجمع البيان " وهو ينيف على مئة وعشرين حديثاً كلها مراسيل ومن باب اختلاف القراءات - أو يكون من باب تفسير الآيات أو تأويلها أو بيان لما يعلم يقيناً شمول عموماتها له لأنّه أظهر الأفراد وأحقها بحكم العام ، أو ما كان مراداً بخصوصه وبالنص عليه في ضمن العموم عند التنزيل ، أو ما كان هو المورد للنزول أو ما كان هو المراد من اللفظ المبهم .
ويحمل كلمة " التحريف " فيها على تحريف المعنى ويشهد لذلك نفس الروايات والقرائن الداخلية والخارجية منها مكاتبة أبي جعفر عليه السلام لسعد الخير كما في روضة الكافي : " وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده " [1] .
كما يحمل ما في الروايات مما كان في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام أو ابن مسعود وينزل على أنّه كان فيه بعنوان التفسير والتأويل " [2] .
أقول : ما ذكره العلاّمة محمد جواد البلاغي رحمه الله هو ما يقتضيه التحقيق ، لا سيما إذا لاحظنا معاني كلمات " التنزيل " ، و " التأويل " ، و " الإقراء " و " التحريف " الواردة في الروايات ، وقد مرّ تفصيل ذلك في المقام الأول ، وجملة القول إن ما أورده المحدث النوري من روايات الإمامية ينقسم من حيث المحتوى والمدلول إلى