النقطة الثانية : دراسة في مصادر وأسانيد روايات كتاب فصل الخطاب كلّ من يتصفّح كتاب فصل الخطاب يصل إلى النتائج الآتية :
أولا : إن هذا الكتاب مشحون بروايات ضعاف أكثرها من كتب المراسيل .
يقول العلامة محمد جواد البلاغي النجفي :
" إن المحدّث المعاصر جهد في كتاب " فصل الخطاب " في جمع الروايات التي استدل بها على النقيصة وكثر أعداد مسانيدها بأعداد المراسيل عن الأئمة عليهم السلام في الكتب كمراسيل العياشي وفرات وغيرها مع أن المتتبع المحقق يجزم بأن هذه المراسيل مأخوذة من تلك المسانيد . . . فإن القسم الوافر من الروايات ترجع أسانيدها إلى بضعة أنفار وقد وصف علماء الرجال كلاً منهم إما بأنه ضعيف الحديث فاسد المذهب مجفو الرواية ، وإما بأنّه مضطرب الحديث والمذهب يعرف حديثه وينكر ويروي عن الضعفاء ، وإما بأنه كذاب متهم لا أستحل أن أروي من تفسيره حديثاً واحداً وأنه معروف بالوقف وأشد الناس عداوة للرضا عليه السلام . وإما بأنه كان غالياً كذاباً . وإما بأنه ضعيف لا يلتفت إليه ولا يعول عليه ومن الكذابين . وإما بأنه فاسد الرواية يرمى بالغلو . ومن الواضح أن أمثال هؤلاء لا تجدي كثرتهم شيئاً . . . " [1] .
وقال العلاّمة الشعراني في هذا الصدد أيضاً :
" قد تتبعت الكتاب - كتاب فصل الخطاب - صدره وذيله وجميع ما فيه فلم نجد فيه ما يصلح مستنداً للقول بالتحريف سوى بضع روايات ضعاف الأسناد وفيها من المناكير مما لا يقول به أشياخه ولا