إن هذه الشبهة مبتنية على صحة الأحاديث الواردة في كيفية جمع القرآن بعد وفاة النبىّ صلّى الله عليه وآله ، لكن يستفاد من الأدلة القطعية والشواهد الكثيرة أن القرآن كان مجموعاً أيام حياة النبىّ صلّى الله عليه وآله على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وكلماته وحروفه بلا زيادة ولا نقصان ولا تبديل ولا تغيير .
وقد بحث جملة من علماء الشيعة هذا الموضوع قديماً وحديثاً وحققوا ما يتعلق به من الروايات المختصة بجمع القرآن الكريم أيضاً [1] .
ونحن نكتفي هنا بذكر ما أورده السيد الخوئي في المقام إجمالا ، حيث ذكر - رحمه الله - إحدى وعشرين رواية من روايات جمع القرآن من صحاح ومسانيد أهل السنة ، وبعد البحث فيها وصل إلى هذه النتيجة وهي أنّ تلك الروايات متناقضة تناقضاً داخلياً فيما بينها ، وسجل السيد الخوئي اثني عشر مورداً من موارد التناقض هذا عند مقايسة بعضها مع بعض ، كما ولاحظ تعارضها مع الكتاب ومخالفتها حكم العقل والإجماع [2] ، وبعد الاستدلال وتفصيل الكلام في هذه الموارد كافة ، قال ( قده ) في نهاية المطاف :
" وخلاصة ما تقدم ، أنّ إسناد جمع القرآن إلى الخلفاء أمر موهوم مخالف للكتاب والسنة والإجماع والعقل ، فلا يمكن القائل بالتحريف أن يستدل به على دعواه ، ولو سلّمنا أن جامع القرآن هو أبو بكر في أيام خلافته ، فلا ينبغي الشك في أن كيفية الجمع المذكورة في