نام کتاب : خصائص الوحي المبين نویسنده : ابن البطريق جلد : 1 صفحه : 17
ب : أن يحمل على العموم والاستغراق ، وهو أيضا غير مناسب ، سواء أريد منه جميع البيوت في المدينة أو بيوت النبي ، وإلا لكان اللازم الاتيان بصيغة الجمع كما جاء بها في قوله سبحانه : * ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية . . . ) * ( الأحزاب / 33 ) . ج : أن يراد منها البيت المعهود والمسكن المعين بيت المتكلم والمخاطب ، وعندئذ يقع الكلام في تعيين هذا البيت ، فما هذا البيت الواحد والمسكن المعين ، لا سبيل إلى أن المراد بيت أزواجه لأنه لم يكن لأزواجه بيت واحد معهود ، بل كان لكل منها بيت خاص ، كما أنه لا سبيل إلى القول بأن المراد بيت واحد من بيوتهن . إذ لا قرينة على ذلك ، على أنه خلاف ما اتفقت عليه الأمة ، فتعين أن يكون بيت خاص وهو ليس إلا بيت فاطمة ( عليها السلام ) إذ لم يكن في جانب بيوت أزواج النبي بيت سوى بيتها وهو بيت علي - عليه السلام - صهر النبي . إلى هنا خرجنا بهذه النتيجة : إذا كان المراد من البيت هو البيت المعين فلا سبيل إلى تطبيقه على جميع بيوت أزواج النبي ولا على واحدة معينة منهن ، إذ لم يكن للجميع بيت خاص كما أنه لم يكن هناك بيت معين لزوجة من زوجاته فلم يبق من البيوت التي تمت إلى النبي بصلة إلا بيت واحد وهو بيت فاطمة ( سلام الله عليها ) المتميز من بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ويؤيده نزول الآية في بيت فاطمة ( سلام الله عليها ) وجمع النبي إياها وزوجها وابنيها تحت الكساء . أما الثاني بأن يكون المراد منه هو مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما يناسب ذلك اللفظ ، وإن شئت قلت إذا أريد منه بيت النبوة وبيت الوحي ومركز أنوارهما فلا يصح أن يراد منه إلا المنتمون إلى النبوة والوحي بوشائج معنوية خاصة على وجه يصح مع ملاحظتها ، عدهم أهلا لذلك البيت ، وتلك الوشائج عبارة عن النزاهة في الروح والفكر . ولا يشمل كل من يرتبط ببيت النبوة عن طريق السبب أو النسب فحسب ،
نام کتاب : خصائص الوحي المبين نویسنده : ابن البطريق جلد : 1 صفحه : 17