حاقدون أم منصفون ؟ :
إننا نعتقد : أن مصونية كتاب الله سبحانه من التحريف ، لهي من الأمور البديهية ، التي لا تحتاج إلى الاستدلال ، ولا إلى مزيد بيان . .
وإنها لمفارقة غريبة ، أن نجد بعض المنصفين من غير المسلمين ، يصرحون بعدم تحريف القرآن ، أو لا أقل من أنهم يصرحون ببقاء المصحف الذي جمعه عثمان على ما هو عليه ، لم يتغير ، ولم يتبدل . .
ثم نجد بعض غير المنصفين حتى من المسلمين ، أو بعض المغفلين منهم يحاولون القول ، أو اختلاق من يقول بتحريف القرآن ، والعياذ بالله . .
وقد عرفنا فيما سبق بعضاً ممن يحاول ذلك من المسلمين . . ونشير هنا إلى قول بعض من أنصف ، من غيرهم ، مكتفين بإيراد قول اثنين هنا . . . وهما :
الأستاذ لوبلؤ الذي نقل عنه قوله : ( ( إن القرآن هو اليوم ، الكتاب الرباني الوحيد ، الذي ليس فيه أي تغيير يذكر ) ) [1] .
وعن السير وليام موير ، قوله : ( ( إن المصحف الذي جمعه عثمان ، قد تواتر انتقاله من يد ليد ، حتى وصل إلينا ، بدون تحريف ، ولقد حفظ بعناية شديدة ، بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر . بل نستطيع أن نقول : إنه لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق ، في النسخ التي لا حصر لها ، والمتداولة في البلاد الإسلامية