مصحفه ؛ لأنه أمن عليهما النسيان ، فأسقطهما ، وهو يحفظهما ، كما أسقط فاتحة الكتاب ، وليس يشك في حفظه وإتقانه لها .
ورُدَّ عليه : بأنه قد أثبت سورة التوحيد ، والكوثر والنصر ، وهي أيضاً محفوظة ، ويؤمن نسيانها [1] .
ونقول : إننا حتى لو فرضنا : أن ابن مسعود ، قد أغفل إثبات المعوذتين في مصحفه ، واستمر على ذلك لشبهة فاسدة عرضت له ؛ فإن ذلك لن يضر القرآن شيئاً ، ما دام أن مصحفه ليس عاماً للمسلمين ، بل هو مصحف شخصي . وما دام أن الأمة قد أجمعت على خلافه . . مع قرب احتمال : أن يكون قد عاد ، فاعتقد بقرآنيتهما ، بعد أن ظهر له ذلك ، حسبما تقدم .
والملاحظ : أن الشك في المعوذتين قد استمر إلى زمان الصادق عليه السلام ؛ فعن صابر ، مولى بسام قال : أمنّا أبو عبد الله ( ع ) في صلاة المغرب ؛ فقرأ المعوذتين ، ثم قال : هما من القرآن [2] .
وسئل عليه السلام عن المعوذتين ، أهما من القرآن ؟ فقال : هما من القرآن . فقال الرجل : إنهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ، ولا في مصحفه ؟ فقال عليه السلام : أخطأ ابن مسعود ، أو قال : كذب ابن مسعود . وهما من القرآن إلخ . . [3] .
عن أبي بكر الحضرمي ، قال : قلت لأبي جعفر ( ع ) : أن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف . فقال : كان أبي يقول : إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه ، وهما من القرآن [4] .