ونقول : إننا نجزم بعد صحة كونه من القرآن ، وذلك للأمور التالية :
أولاً : قال السهيلي : ( ( ليس عليه رونق الإعجاز . فيقال : إنه لم ينزل بهذا النظم ، بل بنظم معجز كنظم القرآن ) ) [1] .
ولكن قوله : إنه لم ينزل بهذا النظم ، لا اعتبار به ؛ ما دام أنه لم يرد ما يؤيده أو يدل عليه . . فلماذا لم يرو لنا ذلك النص المعجز ؟ ! فهل هو إلا محض تكهن ورجم بالغيب ؟ ! . فالاعتذار المذكور تبرع مرفوض ، ولا شاهد له ، ولا دليل عليه .
وثانياً : لقد روى البخاري ما يدل على أن هذه العبارة ليست وحياً ، بل هي من كلام النبيّ ( ص ) ، نقله للناس على لسان أصحابهم الذين قتلوا . تقول الرواية : إن النبيّ ( ص ) نعاهم ؛ فقال :
( ( إن أصحابكم قد أصيبوا ، وإنهم قد سألوا ربهم ؛ فقالوا : ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ، ورضيت عنها ؛ فأخبرهم عنهم . . ) ) [2] .
وفي رواية أخرى عن أنس : ( ( بلغ الله نبيه ( ص ) على لسان جبريل عليه السلام : أنهم لقوا ربهم ؛ فرضي عنهم ، وأرضاهم . . ) ) [3] .