موازنة بين روايات الشيعة والسنّة :
وبعد . . فإن الأحاديث الكثيرة ، التي رواها أهل السنة في صحاحهم ، ومسانيدهم ، وكتبهم المعتمدة . والتي خدعت في كثرتها وصراحتها ، المحدث النوري ، الشيعي ، كما خدعت آخرين . .
إن هذه الأحاديث - لا يمكن أن يقاس بها ما ورد من طرق الشيعة ، وذلك لعدة أمور :
الأول : من حيث الدلالة . . فإن معظم ما رواه الشيعة ، إما هو تفسير ، أو تأويل ، أو له ظهور تام في عدم التحريف ، أو لغير ذلك من أمور . . بخلاف ما رواه أهل السنة ؛ فإن الكثير منه هو صريح في التحريف ، ولا يقبل التأويل ، ولا الحمل . .
الثاني : من حيث الكم ؛ فروايات الشيعة ، أقل بكثير من روايات أهل السنة .
الثالث : من حيث السند ؛ فإن روايات أهل السنة ، قد وردت بأسانيد صحيحة ، وخرجها أصحاب الصحاح في صحاحهم ، وفي غيرها من الكتب المعتمدة ، ولا سيما البخاري ، ومسلم ، ومسند أحمد ، والموطأ ، وغير ذلك . ومعلوم : أنهم يحكمون بصحة جميع ما ورد في البخاري ، ومسلم ، وحتى الموطأ ، ومسند أحمد ، فضلاً عن الترمذي ، وأبي داود ، وغيرهما . .
هذا كله . . بالإضافة إلى ما روي في سنن الدارمي ، ومستدرك الحاكم ، وسنن ابن ماجة ، وغير ذلك مما لا مجال للشك في صحة ما خرّجوه في كتبهم على شرط الشيخين ، أو أحدهما ، أو غير ذلك من شرائط الصحة عندهم . .
أما الشيعة ؛ فإن من المعلوم : أنهم لا يرون صحة جميع ما في كتاب الكافي عندهم ، فضلاً عن سائر الكتب الأربعة ، فضلاً عن غيرها من الكتب .