فلا يبعد على هذا : أن يكون المراد نوع آخر من النسخ ، إذ قد ذيلت الآية بما يشير بوضوح إلى أن المراد بكلمة ( ( آية ) ) أمر سماوي ، يحتاج إلى قدرة وسلطان ، ومالكية مطلقة ، وحقيقية للسماوات والأرض ، إلى حد أنه لا يستطيع أحد : أن يجد له ولياً أو نصيراً من دون الله سبحانه ، يمكنه أن يمنع من إصابته بتلك الآية . .
ثم هو يوبخهم بأنهم يريدون أن يسألوا رسولهم ، كما سأل بنو إسرائيل نبي الله موسى من قبل : أن يريهم الله جهرة ، ونحو ذلك . .
وكل ذلك قرينة على أن المراد بلفظ : ( ( آية ) ) في هذا المورد ، هو الأمر العظيم الخارق للعادة ، والآتي من قبل الله سبحانه . .
فانظر إلى سياق الآيات ، فإنها كما يلي :
ما ننسخ من آية ، أو ننسها نأت بخير منها ، أو مثلها . ألم تعلم : أن الله على كل شئ قدير ؟ ! .
ألم تعلم : أن الله له ملك السماوات والأرض ، وما لكم من دون الله من وليّ ولا نصير ؟ ! .
أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سُئِل موسى من قبل .
وثالثاً : إن الآيات التي يدعى نسخ تلاوتها ، قد حفظت ودونت في الكتب ، ولا تزال موضع جدل ، وأخذ وردّ . .
ولم يرد في الروايات ما يدل على حدوث نسيان شئ منها في زمنه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، إلا في بعض الشواذ ، التي لا يعتد بها . .
وسيأتي في الفصل التالي تفنيد معظم ، إن لم يكن كلّ . . ما ادّعي نسخ