تكاد تحمل الكلمة عشرين وجهاً ، أو ثلاثين ، أو أكثر من ذلك ، حتى لقد بلغت طرق هذه القراءات ، للقراءات العشر - فقط - تسعمائة وثمانين طريقةً ؛ فلقد كان اجتهاداً من القراء ، وكان إسرافاً في ذلك الاجتهاد ) ) [1] .
نعم . . وأي إسراف ، نجم عنه الكثير من الأخطاء الفاحشة ، والأوهام البشعة ، التي اضطرت العلماء للتنبيه عليها ، وإدانتها . . وقد تقدم وسيأتي بعض من كلام ابن قتيبة وغيره في هذا المجال . .
ومهما يكن من أمر ، فيكفي في وضوح ما ذكرناه ، مراجعة الكتب التي تكفلت ببيان تلك الاستحسانات والتوجيهات . . ونذكر هنا بعض الأمثلة لذلك ، متوخين أن يكون كل منها ، من سنخ يختلف عن غيره ، ونختار معظمها من كتاب ( ( حجة القراءات ) ) لأبي زرعة ، عبد الرحمن ، بن محمد ، بن زنجلة ، وكتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع ؛ وهي التالية :
1 - مالك يوم الدين .
فمن قرأ [2] : مالك ، كعاصم والكسائي ، فقد احتج بقوله تعالى : قل اللهم مالك الملك ، وأدلة أخرى . .
ومن قرأ ( ( ملك ) ) فقد احتج بقوله تعالى : الملك القدوس . . وأدلة أخرى [3] .
2 - قوله تعالى : غيابت الجب ، ( الذي هو في الرسم ) : غيبت الجب .
قرأها نافع : غيابات ، وعللها بأن كل ما غاب عن النظر ، من الجب ، فهو غيابة ، وقرأ الباقون : غيابة ، على ظاهر الخط ، معللين بأن يوسف عليه السلام