( ( أهل العربية يحرفون كلام الله عن مواضعه . . ) ) .
ويقال : إن ثمة روايات أخرى بهذا المضمون [1] .
ومردّ ذلك : إلى أنهم - بما يذكرونه من الوجوه الإعرابية للكلام ، بحسب محتملات الحركات فيه يضيعون المعنى الأصلي ، ويذهبون يمينا وشمالاً ، ولعل بعضهم بسبب فهمه الخاطئ للمعنى ، يقع فريسة الاجتهادات الخاطئة في الإعراب ، الأمر الذي ينشأ عنه انصراف أذهان الناس إلى معان خاطئة ، ولا أقل من أنها غير مقصودة ، ويؤدي إلى ضياع المعاني القرآنية الأصيلة ، وطمس معالمها ، فيصيرون مصداقاً لقول الإمام الباقر عليه السلام - فيما روي عنه - :
أقاموا حروفه ، وضيعوا حدوده ؛ فهم يروونه ، ولا يرعونه [2] .
ويتضح ذلك بمراجعة الموارد التي ذكرها السيوطي في كتاب : الإتقان ج 1 ص 179 - 186 ، وراجع أيضاً : التمهيد في علوم القرآن ج 2 ، وكتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع ، وكتاب حجة القراءات ، وغير ذلك .
هذا كله . . مع التحفظ على رسم المصحف ، وعلى النص المنقول لفظه .
النوع الثاني : الإجتهاد الذي ربما أدى إلى مخالفة رسم المصحف والنقل . وكان أبو بكر بن مقسم يذهب إليه ، وكان يختار من القراءات ، ما بدا له أصح في العربية ، ولو خالف النقل ، أو رسم المصحف وقد انعقد له مجلس ، وأجمعوا على منعه [3] .