فينبه العالم الذي يحترم فكره وعلمه على خطأ الدليل ، ولا يمنعه ذلك عن استمرار الالتزام بالرأي الحق ، الذي وجد له هو ، أدلة قاطعة أخرى ، يذكرها في هذا المجال ، أو يعتمد على أنه قد ذكرها وبيّنها في مجال آخر . .
نعم . . وتلك هي سيرة العلماء الأبرار ، الذين أخلصوا لفكرهم ، ولعلمهم . ولكن تجار العلم والدين ، لهم سيرة أخرى ، وطريق آخر ، يسلكونه في سبيل تحقيق أهدافهم ومآربهم الرخيصة ، ألا وهو طريق التدليس ، والتزوير ، والافتراء والبهتان .
أعاذنا الله من الخطأ والخطل ، في القول والعمل . . إنه وليّ قدير .
المحدّث الذي خدع :
وبعد . . فنحن لا ننكر : أن بعض محدثي الشيعة قد جرى له ما جرى لبعض محدثي أهل السنة أيضاً ، حيث إنه قد خدع - كما خدعوا - بروايات أهل السنة ، التي شحنت بها صحاحهم ، وزخرت بها مجاميعهم الحديثية ، المعتمدة عندهم ، كما يظهر من تتبع كتابه ، الذي أسماه : فصل الخطاب ، وملاحظة الروايات التي اعتمد عليها فيه . كما سنشير إليه في مورده من هذا الكتاب . .
فمحاولة البعض نسبة ما في هذا الكتاب ، إلى الشيعة ، واعتبار الروايات فيه شيعية . . [1] ما هي إلا محاولة فاشلة ، وبعيدة عن الإنصاف ، والموضوعية ، وعن روح البحث العلمي . . . كما أنها بعيدة كذلك عن الورع والدين ، وعن الخلق الإنساني الرفيع .
هذا . . وقد أنكر جلّة علماء الشيعة على هذا المحدث فعله ، وقبحوا صنيعه ،