ولعل من ذلك ما روي عن قطبة بن مالك : أنه سمع النبيّ ( ص ) يقرأ : ( ( والنخل باصقات لها طلع نضيد ) ) [1] .
فتوهم السين صاداً ؛ لتقارب مخرجيهما ، وتوافق رنة الصوت فيهما . ولعل إلى ذلك يرجع الاختلاف في : بسطة ، وبصطة . والسراط ، والصراط [2] .
ولعل من ذلك أيضاً ، ما روي عن ابن عباس ، أنه قال :
( ( قد حفظت السنة كلها ، ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف : ( ( وقد بلغت من الكبر عتيا ، أو عسيّا ) ) [3] . فقد يكون مردّ ذلك إلى عدم سماعه قراءته ( ص ) جيداً ، أو عدم حصول النقل الثابت له عنه ( ص ) .
ولعل من ذلك أيضاً قراءة : وما هو على الغيب بضنين ، بالضاد تارة ، وبالظاء أخرى [4] .
نسيان الحافظ وابتداع العالم :
كما أن ابن مجاهد نفسه يقول في مقدمة كتابه ، في معرض حديثه عن القراء :
( ( . . ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ، ليس عنده إلا الأداء لما تعلم ، لا يعرف الإعراب ولا غيره ؛ فذلك الحافظ .
فلا يلبث مثله أن ينسى إذا طال عهده ؛ فيضيع الأعراب لشدة تشابهه ،