وتقدم قولهم : إن القراءات السبعة موجودة في مصحف أبي بكر أيضاً . .
ونقول :
أولاً : إن عثمان نفسه قد اعترف : بأن المصاحف التي كتبها لأهل الأمصار ، تشتمل على شئ من اللحن ، كما أشار غيره إلى وقوع نقص لبعض الحروف فيها وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك ، فلا نعيد . .
وثانياً : ماذا يصنع هؤلاء بتلك الاختلافات ، التي لم تعترف بها الأمة ، وأصرت على الأخذ ببعضها ، ونبذ البعض الآخر ، مع أنها موجودة في بعض مصاحف الأمصار التي كتبها عثمان . . ؟ !
وثالثاً : ماذا يصنع هؤلاء باختلاف الرسم للكلمة الواحدة ، في المصحف الواحد ؟ ! وكيف يوجهون إسقاط الألفات في أواسط الكلمات ، والرسم الخاطئ لكثير من الكلمات ؟ ! .
ورابعاً : ماذا يقول هؤلاء : في تلك القراءات الكثيرة ، المتواترة عن ابن مسعود وغيره ، مما فيه تبديل لبعض الكلمات ، أو إضافات لكلمات في بعض الآيات ، أو تغييرات في بنية كلمات ، لم يختلف رسمها في جميع المصاحف ، أو إضافة ، أو تنقيص حروف كذلك ، أو زيادة آية أو أكثر أو نقيصتها ؟ وماذا يقولون أيضاً في القراءات حسب اللهجات المختلفة ، فهل كتبت حتى حين ، تارة وحتى حين أخرى ؟ ! .
وخامساً : ماذا يقول هؤلاء : في إصرار عائشة وغيرها ، على نسبة الخطأ إلى المكتوب في المصاحف ، وأن الكاتب كتب بعض الكلمات ، وهو ناعس ؟ ! .
إلى غير ذلك من الأمور ، التي يمكن استخلاصها مما ذكرناه . ولا نرى ضرورة لإعادتها . .