وفي أقدس كتاب ؛ فإنه لا بد - حسب رأيهم - من تدمير تلك الشخصية ، وتمزيق ، وحتى حرق ذلك الكتاب . .
وإذن . . فان الجهر بأسرار كهذه ، فيه خطر كبير ، ومهالك عظيمة ، ما دام أن السلطة بيد هؤلاء الجبارين ، الذين لا يتورعون عن ارتكاب أية جريمة ، وانتهاك أية حرمة عظيمة . .
ولأجل ذلك ، فقد جاء النهي من الأئمة عن قراءة القرآن حسب تنزيله ؛ فعن سفيان بن السمط ، قال : سألت أبا عبد الله عن تنزيل القرآن ؟ .
فقال : اقرؤوا كما علمتم [1] .
فإن الجواب قرينة على أن السؤال قد كان عن قراءته حسب التفسير التنزيلي ، فأجابه بجواب مختصر مفيد ، وقوي سديد .
مصحف فاطمة ومصحف عائشة :
وبالمناسبة . . فإننا نشير أخيراً ، إلى أمرين :
الأول : إن البعض يحاول التشنيع على الشيعة أيضاً ، بأن عندهم مصحف فاطمة . ومعنى ذلك - على حد زعمه - : أن لدى الشيعة قرآناً يختلف عن قرآن المسلمين .
ولكن الحقيقة هي : أن ثمة عدة روايات حول هذا المصحف ، ويظهر منها : أنه لم يكن مصحفاً قرآنياً ، ولا تدعي فاطمة صلوات الله وسلامه عليها ، ولا غيرها : أنه قرآن آخر ، في مقابل القرآن المعروف ، بل هو كتاب - كسائر الكتب - ليس فيه حلال ، ولا حرام ، ولكن فيه وصية فاطمة عليها السلام ، وفيه علم ما يكون ، حسبما صرحت به الروايات [2] .