على قراءة واحدة فيه ، هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله ، لم ينقص منه ، ولم يزد فيه شئ . .
وأن سوره هي تلك السور التي نزلت ، إما دفعة واحدةً ، أو تدريجاً ، يُعلم معه انتهاء السور ، وابتداء غيرها ، بنزول : بسم الله الرحمن الرحيم . .
ولكن قد نجد فيما بأيدينا من نصوص ما يؤيد : أن يكون ترتيب السور فيما بينها ، إنما كان من قبل الصحابة أنفسهم ، وذلك مثل ، ما روي من الاختلاف في ترتيب سور المصاحف المنسوبة لبعض الصحابة - اختلافها - فيما بينها : ومع هذا المصحف الموجود فعلاً أيضاً .
ويدل على ذلك أيضاً : ما تقدم في فصل : جمع القرآن في عهد رسول الله ( ص ) : من سؤال ابن عباس لعثمان : عن سبب وضع الأنفال وبراءة في موضعهما الفعلي من القرآن ، فأجابه عثمان عن ذلك ، بما يدل على أنه اجتهاد منه ، لمناسبة رآها فيما بينهما [1] .
ترتيب آيات المصحف الفعلي :
أما بالنسبة إلى ترتيب الآيات الموجودة في السور ؛ فإننا نميل إلى الاعتقاد : بأنها قد بقيت على نفس الوضع الذي كانت عليه في زمن الرسول ( ص ) .
ولعل مما يشهد لذلك ، - ولو جزئياً - : أن عدداً كبيراً من السور إن لم يكن معظمها ، حتى السور الطوال ، قد تمت ، وأصبح لها شكلها الخاص بها ، وعرفت وشاعت في عهد رسول الله ( ص ) نفسه ، وأصبح يعبر عنها باسمها الموضوع لها ، ويترتب عليها بعض الآثار في الصلاة وغيرها ، وتصدر بشأنها بعض