قالت : وما يضرك أيّه قرأت إلخ . . [1] .
وقد احتمل العسقلاني : أن يكون ذلك لأجل كون القرآن غير مرتب ، ولا منظم ، أو لاختلاف الناس في نظم آية ، وعددها . . [2] .
ونقول : إنه لا شك في أن هذه القضية تدل دلالة واضحة : على أن القرآن ، حتى بعد حرق عثمان للمصاحف ، كان لا يزال يقرأ غير مؤلف ، وأن الناس لم يلتزموا إلى ذلك الوقت بنظم مصحف عثمان ، وأن عائشة قد وافقت الناس وذلك العراقي على ذلك ، حينما قالت : وما يضرك أيّه قرأت . . والظاهر أنه كان يأخذ بقراءة ابن مسعود ، الذي عاش برهة في الكوفة ، حسبما احتمله العسقلاني [3] .
موقف المعارضة من مصحف عثمان :
إن حديث عائشة المتقدم ، يشير إلى أن ما فعله عثمان ، لم يلق قبولاً لدى الكثيرين ، ولا سيما طائفة من المناوئين له ، ولعل منهم عائشة أم المؤمنين أيضاً .
وقد احتفظ ابن مسعود بمصحفه ، ولم يسلمه للسلطة ، كما أسلفنا [4] .
كما أننا نجد في بعض النصوص ، ما يشير إلى اتساع هذه المعارضة ؛ فقد جاء أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام ، قد نهاهم عن التكلم في عثمان ، وعن توجيه الانتقادات له ، وأخبرهم عليه السلام ، أنه لم يفعل ذلك إلا عن ملأ منهم ، وأنه لو ولي ، لفعل مثل الذي فعل [5] .