وتكريس هذه الفضيلة لها ، لا يتناسب - بالتأكيد - مع الكلام عن شيوع المصاحف ، في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله ، ولا مع شيوع القراءة في المصاحف نظراً . ولا مع ثبوت جمع القرآن في عهده صلّى الله عليه وآله وسلّم كذلك . .
مع أن ما حصل في عهد الخلفاء ، بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، - لو صح - ونحن نشك في صحته ، بسبب ما روي عن الإمام الحسن عليه السلام ، من الكلام المشعر بأن ذلك من مزاعم معاوية ؛ وبسبب ما في الرواية المثبتة لذلك ، من الاختلاف والتناقض . مع ما سيأتي عن الزركشي ، من أن هناك من يقول : إن جمع أبي بن كعب ، وزيد للقرآن ( أي بمبادرة من الخلفاء ) ، ليس بمحفوظ [1] ولغير ذلك من أمور .
نعم - إن ما حصل في عهد الخلفاء - لو صحت روايته - ، فإنما هو لا يعدو عن أن يكون الخليفة قد جمع مصحفاً لنفسه ، لا للأمة كما سنرى . وسيأتي مزيد توضيح لذلك في الفصل التالي إن شاء الله تعالى . .
الأمر الرابع : إطلاق لفظ الكتاب على القرآن :
وأخيراً . . فقد استدل السيد الإمام شرف الدين رحمه الله تعالى على جمع القرآن ، في زمانه صلّى الله عليه وآله وسلّم : بأنه قد أطلق عليه لفظ ( الكتاب ) منذئذٍ . والألفاظ قبل الكتابة لا يقال لها : كتاب . وإنما تسمى بذلك بعد الكتابة [2] .
ولكننا لا نستطيع أن نوافق هذا الإمام البحاثة ، على هذا الاستنتاج ؛ فقد يقال : إن إطلاق هذه الكلمة ، كلمة ( ( كتاب ) ) على القرآن ، قد ورد في آيات