في سورة السجدة عند قوله تعالى ( أعرض ونأى بجانبه ) أي ذهب بنفسه وتكبر وتعظم ، وفى معناه وجهان :
الأول أن يوضع جانبه موضع نفسه كما في قوله تعالى ( على ما فرطت في جنب الله ) فإن مكان الشئ وجهته ينزل منزلة الشئ نفسه كما في قوله : نفيت عنه مقام الذئب ، ومنه ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) وكقولهم في التكبر ذهب بنفسه وذهبت به الخيلاء كل مذهب . والمعنى الثاني : أن يراد بجانبه عطفه ، ويكون عبارة عن الانحراف والازورار كما يقال : ثنى عطفه وتولى بركنه . واللجين بفتح اللام وكسر الجيم : ما يسقط من الورق عند الخبط ، يشبه 7 اللجين بالضم الفضة ، وهو مما جاء مصغرا كالثريا والكميت . والرجل اللعين : شئ ينصب وسط الزرع يستطرد به الوحوش ، وخص القطا لأنه أهدى الطير وأسبقه إلى الماء وكذلك الذئب من السباع . وأروى اسم امرأة ، قال :
داينت أروى والديون تقضى * فمطلت بعضا وأدت بعضا يقول : رب ماء هذه صفته قد وردته لأجل أن أرى محبوبتي أروى عليه فأروى . وقوله نفيت عنه مقام الذئب : أي نفيت عنه الذئب كما تقدم . وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الرحمن عند قوله تعالى ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) أي موقفه الذي يقف به العباد للحساب . أو هو مقحم كما تقول أخاف جانب فلان وأنشد :
ونفيت عنه مقام الذئب الخ .
( وصاليات ككما يؤثقين * لا يشتكين عملا ما أنقين ) في سورة حمعسق عند قوله تعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) على تقدير أن تكون كلمة التشبيه كررت كما كررها من قال : وصاليات الخ . ومن قال : فأصبحت مثل كعصف مأكول : أي ونساء صاليات بالنار كالأثفية . والأثفية : الحجر الذي ينصب عليه القدر . ثفيت القدر : إذا وضعتها على الأثافي ، وأثفيتها :
إذا جعلت لها أثافي ، وقوله يؤثفين أخرج على الأصل مثل قوله * فإنه أهل لأن يؤكرما * وشبههن بالأثفية لدوامهن على الكانون وسواد ثيابهن بالدخان . وكلمة التشبيه كررت للتأكيد والكاف الأولى حرف الجر والثانية اسم لأنه لا يجوز أن يدخل حرف الجر على مثله ، وأول الشعر :
لم يبق من آي بها يحلين * غير رماد وعظام كثفين وغير ود جاذل أو ودين * وصاليات ككما يؤثفين ( إن أجزأت حرة يوما فلا عجب * قد تجزئ الحرة المذكار أحيانا ) في سورة الزخرف عند قوله تعالى ( وجعلوا له من عباده جزءا ) بأن قالوا الملائكة بنات الله فجعلوهم جزءا له وبعضا منه . قال الزمخشري : ومن بدع التفاسير تفسير الجزء بالإناث وادعاء أن الجزء في لغة العرب اسم للإناث ، وما هو إلا كذب على العرب ووضع مستحدث منحول ، ولم يقنعهم ذلك حتى اشتقوا منه أجزأت المرأة ، ثم صنعوا بيتا وبيتا أولهما : إن أجزأت حرة الخ . الثاني :
زوجتها من بنات الأوس مجزئة * للعوسج اللدن في أبياتها زجل وأجزأت المرأة : إذا ولدت بنتا . وبرواية إن أجزأت حرة وهى اسم امرأة .
( ما لأبى حمزة لا يأتينا * يظل في البيت الذي يلينا