عليه الصلاة والسلام " زعموا مطية الكذب " وعن شريح " لكل شئ كنية ، وكنية الكذب زعموا " ويتعدى إلى مفعولين تعدى العلم ، قال * ولم أزعمك عن ذاك معزلا * والبيت لجرير [1] من قصيدته التي مطلعها :
حيوا الغداة برامة الأطلالا * رسما تقادم عهده وأطالا والمخاطب هو الأخطل ، يقال فلان في معزل عن أصحابه : أي في ناحية عنهم معتزلا مذمومة مبغوضة .
( أقبل سيل جاء من عند الله * يحرد حرد الجنة المغلة ) في سورة ن عند قوله تعالى ( وغدوا على حرد قادرين ) أي لم يقدروا إلا على حنق وغضب بعضهم على بعض . وقيل الحرد : العدو والسرعة ، قال : أقبل سيل الخ ، وقطا حراد سراع ، يعنى وغدوا قاصدين إلى جنتهم بسرعة ونشاط ، والجنة : البستان . والمغلة : التي لها دخل وثمار ، تقول كم غلة أرضك ؟ أي كما دخلها ؟ وحذفت الألف التي قبل الهاء من اسم الله تعالى وإنما تحذف في الوقف .
( إذا نزل الأضياف كان عذورا * على الحي حتى تستقل مراجله ) في سورة الحاقة عند قوله تعالى ( ولا يحض على طعام المسكين ) قال الزمخشري : فيه دليلان قويان على عظم الجرم في حرمان المسكين : أحدهما عطفه على الكفر وجعله قرينة . والثاني ذكر الحض دون الفعل ليعلم أن تارك الحض بهذه المنزلة ، وما أحسن قول الشاعر : إذا نزل الأضياف الخ . والعذور بالعين المهملة : السئ الخلق قليل الصبر فيما يطلبه ويهتم به . والمراجل جمع المرجل : وهى القدر العظيمة ، واستقلالها : انتصابها على الأنافي وإذا ظرف لقوله عذورا ، وصفه بأنه يجمع الحي بأمره فتطاع سيادته وجلالة محله ، فإذا نزل به الأضياف قام بنفسه في إقامة القرى غير معتمد على أحد فيه ، وأنه يعرض له في خلقه عجلة يرتكبها ويشدد في الأمر والنهى على جماعة الحي حتى تنصب المراجل وتهيأ المطاعم ، فإذا ارتفع ذلك على مراده عاد إلى خلقه الأول .
مستأسد إذ بأنه في غيطل * ( يقلن للرائد أعشبت انزل ) في سورة المعارج عند قوله تعالى ( تدعو من أدبر وتولى ) أي تقول لهم بلسان فصيح : إلى إلى يا كافر يا منافق ثم تلتقطهم التقاط الحب . المستأسد : النبات الطويل الغليظ ، يقال استأسد الردع : إذا قوى . والذبان جمع الذباب . ويقال للأصوات المختلفة غيطلة ، والكلأ إذا التف وكثر وأزهر كثر ذبانه وصوتن يقلن للرائد : أي الذي يتقدم القوم الطلب الماء والكلأ : أعشبت انزل : أي أصبت مناك فاقنع ولا تتجاوز . يقال أعشب الرجل :
إذا وجد عشبا ، وفى معناه :
وإذا وصلت إلى السلامة * في مداك فلا تجاوز وكائن تخطت ناقتي من مفازة * ( ومن نائم عن ليلها متزمل ) هو لذي الرمة . في سورة المزمل عند قوله تعالى ( يا أيها المزمل ) كائن معناها كما الخبرية ، والأكثر أن تستعمل مع من ، ويقال كاين بتخفيف الياء والمتزمل المتلفف في قطيفته وثيابه للاستثقال في النوم كما يفعله من لا يهمه آمر ولا يعنيه شئ ، ويريد بذلك الكسلان المتناعس الذي لا ينهض إلى معاظم الأمور ، وتقديره : كائن من مفازة