لا يجامعن في الحيض فيكون المراد بالقرء الطهر . الشاعر وهو الأعشى يخاطب جارا له غازيا ويقول له : تجشم لتكلف نفسك كل عام غزوة وتوثق عليها عزيمة الصبر لتكثر فيها مال الغنيمة ، وتريد الرفعة في الحي لما ضاع في تلك الأعوام من عدة نسائك . أراد أنه يخرج في كل سنة إلى الغزو ولا يغشى نساءه فتضيع أقراؤهن ، واللام في لما كما في قوله تعالى ( ليكون لهم عدوا وحزنا ) وتوجيه الاستدلال أن المراد بالقروء الأطهار لأنها هي الضائعة على الزوج ، إذ الزوجة في محل الاستمتاع بخلاف الحيض ، والحق في الجواب أنه لا يلتزم من استعمال القرء بمعنى الطهر في شعر استعماله في كلامه تعالى بمعنى الطهر .
( إذا الشريب أخذته أكه * فخله حتى يبك بكه ) في سورة آل عمران عند قوله تعالى ( للذي ببكة ) الشريب الذي يشرب معك ويسقى إبله معك . الأكة : سوء الخلق ، والبكة : الازدحام . والمعنى : إذا الشريب أخذه سوء الخلق فدعه يبك إبله يخلها إلى الماء فتزدحم كيلا تتأذى إبله من شدة العطش .
( قليل التشكي للمهم يصيبه * كثير الهوى شتى النوى والمسالك ) في سورة النساء عند قوله تعالى ( ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ) أي ضعيفا لا يعبأ به وهو إيمانهم بمن خلقهم مع كفرهم بغيره ، أو أراد بالقلة العدم كقوله قليل التشكي الخ : أي عديم التشكي ، أو إلا قليلا منهم قد آمنوا . والمعنى : أنه صبر على النوائب والعلات لا يكاد يشتكى منها أراد بالقلة العدم : أي عدم التشكي .
( وقد كان منهم حاجب وابن أمه * أبو جندل والزيد زيد المعارك ) في سورة الكهف عند قوله تعالى ( بالغداة والعشى ) من حيث إن غدوة علم في أكثر الاستعمال وإدخال اللام على تأويل التنكير كما قال : والزيد زيد المعارك ، ونحوه قليل في كلامهم ، وحاجب هو ابن لقيط بن زرارة ومعنى زيد المعارك زيد الحروب أراد أنه مقدام شجاع .
( إن تك عن أحسن الصنيعة ماء * فوكا ففي آخرين قد أفكوا ) هو لعروة بن أذينة . في سورة حم السجدة عند قوله تعالى ( وحق عليهم القول في أمم ) يعني كلمة العذاب ، يريد في جملة أمم ومثل ما في هذه ما في قوله ففي آخرين ، يريد فأنت في جملة آخرين : أي في عداد آخرين لست في ذلك بأوحد ، ومثل ذلك قول الإمام الشافعي رضي الله عنه :
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبغي مماتي عاجلا * تأهب لأخرى بعدها وكأن قد ومعنى البيت : إن لم توفق للإحسان فأنت في قوم قد صرفوا عن ذلك أيضا . والمؤتفكات : المدن التي قلبها الله تعالى على قوم لوط ، والمؤتفكات : الرياح تختلف مهابها ، وتقول العرب : إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض .
حتى استغاثت بماء لا رشاء له * من الأباطح حافاته البرك ( مكلل بأصول النجم تنسجه * ريح خريق لضاحى مائه حبك ) في سورة والذاريات عند قوله تعالى ( والسماء ذات الحبك ) وهي الطرائق مثل حبك في الرمل والماء : إذا