فقلدوا أمركم لله دركم * رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا لا يطعم النوم إلا ريث يبعثه * هم يكاد حشاه يقصم الضلعا لا مترفا إن رخى العيش ساعده * ولا إذا عض مكروه به خشعا ما زال يحلب هذا الدهر أشطره * يكون متبعا طورا ومتبعا حتى استمرت على شزر مريرته * مستحكم الرأي لا قحما ولا ضرعا والرحب والرحيب : الشئ الواسع ، ورحب الذراع كناية عن الجود . وقوله مضطلعا ، يقال اضطلع فلان بهذا الحمل : إذا قوى واحتمله أعضاؤه .
( تتخلف الآثار عن أصحابها * حينا ويدركها الفناء فتتبع ) لأبي الطيب . في سورة القصص عند قوله تعالى ( وكنا نحن الوارثين ) أي تركنا تلك المساكن على حال لا يسكنها أحد وخربناها وسويناها بالأرض . فالوراثة مجرد انتقالها من أصحابها . وأما إلحاقها بما خلق الله في البدء فكأنه رجع إلى أصله ودخل في عداد خالص ملك الله تعالى على ما كان أولا ، وهذا معنى الإرث ( ألا إلى الله تصير الأمور ) .
( دعوت كليبا دعوة فكأنما * دعوت به ابن الطود أو هو أسرع ) في سورة الروم عند قوله تعالى ( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ) المراد سرعة ذلك من غير توقف ولا تلبث كما يجيب الداعي المطاع مدعوه ، ومنه البيت يريد بابن الطود : الصدى أو الحجر إذا تدهدى هذا من الاختصار ، كما تقول رأيت بزيد الأسد : أي إذا رأيته رأيت الأسد .
( الألمعي الذي يظن بك الظن * وكأن قد رأى وقد سمعا ) البيت لأوس بن حجر من قصيدته المشهورة التي قالها في فضالة بن كلدة يمدحه فيها في حياته ، ويرثيه بعد مماته ، وأولها :
أيتها النفس احملى جزعا * إن الذي تحذرين قد وقعا إن الذي جمع السماحة والنجدة * والبر والتقى جمعا وبعده البيت في سورة لقمان عند قوله تعالى ( هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ) أي أن الصفة كاشفة . حكى عن الأصمعي أنه سئل عن الألمعي فأنشد البيت وهو منصوب على الوصف ، والخبر يأتي بعد ستة أبيات وهو قوله :
أودى فلا تنفع الإشاحة من * أمر لمن يحاول البدعا أي هلك فلا ينفع الحذر من أمر لمن يطلب البدع تلخيصه الحذر ، والجد لا يغني عن نزول النوازل لطالبي عظائم الأمور تنبيها على أن المرثى كان منهم .
( والدهر لا يبقى على حدثانه * جون السراة له جدائد أربع ) في سورة الملائكة عند قوله تعالى ( ومن الجبال جدد بيض ) وقرأ الزهري جدد بالضم جمع جديدة وهي الجدة ، يقال جديدة وجدد وجدائد كسفينة وسفن وسفائن ، وقد فسر بها قول أبي ذؤيب جون السراة الخ .