( شمر وكن في أمور الدين مجتهدا * ولا تكن مثل عير قيد فانقادا ) في سورة الزمر عند قوله تعالى ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) أي يكونوا نقادا في الدين مميزين بين الحسن والأحسن والفاضل والأفضل ، فإذا اعترضهم أمران واجب وندب اختاروا الواجب ، وكذلك المباح والندب حرصا على ما هو أقرب عند الله وأكثر ثوابا وأن لا تكون في مذهبك كما قال القائل :
* ولا تكن من ثل عير قد فانقادا * ( متى تأته تعشو إلى ضوء ناره * تجد خير نار عندها خير موقد ) في سورة الزخرف عند قوله تعالى ( ومن يعش عن ذكر الرحمن ) بضم الشين وفتحها ، والفرق بينهما أنه إذا حصلت الآفة في بصره قيل عيشي يعشى من باب تعب فهو أعشى والمرأة عشواء ، وأصله الواو وإنما قلبت ياء لانكسار ما قبلها كرضى يرضى وعشا يعشو : أي تفاعل ذلك ونظر نظر العشى ولا آفة ببصره ، كما قالوا إن عرج لمن به آفة العرج ، وعرج : أي تعارج ومشى مشية العرجان من غير عرج .
قال الحطيئة : * متى تأته تعشو إلى ضوء ناره * الخ . وهو من قصيدته الدالية المشهورة التي منها :
تزور امرأ يثرى على الحمد ماله * ومن يأت أثمان المحامد يحمد يرى البخل لا يبقى على المرء ماله * ويعلم أن المال غير مخلد كسوب ومتلاف إذا ما سألته * تهلل واهتز اهتزاز المهند وذاك امرؤ إن يعطك اليوم نائلا * بكفيه لم يمنعك من نائل الغد ( كل حي مستكمل مدة العمر * ومود إذا انتهى أمده ) في سورة الأحقاف عند قوله تعالى ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ) . قال الزمخشري : فإن قلت : المراد بيان مدة الرضاع لا الفطام فكيف عبر عنه بالفصال ؟ قلت : لما كان الرضاع يليه الفصال ويلابسه لأنه ينتهى به ويتم سمى فصالا كما سمى المدة بالأمد من قال : كل حي مستكمل الخ . وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الحديد عند قوله تعالى ( فطال عليهم الأمد ) أراد بالأمد الأجل ، وقرئ الأمد بالتشديد : أي الوقت الأطول .
( لقد سقتني رضابا غير ذي أسن * والمسك فت على ماء العناقيد ) في سورة القتال عند قوله تعالى ( من ماء غير آسن ) الرضاب الريق ، وترضب الرجل ريق المرأة : إذا ترشفها .
والفت : الكسر ، وفتات الشئ دقاقه . يقول : إن المحبوبة سقتني رضابا غير متغير الطعم والرائحة كالخمر فت عليه المسك ، ويقال أسن الماء وأجن : إذا تغير طعمه وريحه ، ويقال في صدره أجن : أي حقد قال :
إذا كان في صدر ابن عمك أجنة * فلا تستردها سوف يبدو دفينها ( فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا * فقد جعلت أشراط أوله تبدو ) في سورة القتال عند قوله تعالى ( فقد جاء أشراطها ) والأشراط العاملات ، يعنى علامات الصرم تظهر في أول الوصل كما قيل :
صرمت لودك بعد وصلك زينب * والدهر فيه تغير وتقلب