وعن ابن مسعود نخلفه بالنون : أي لن يخلفه الله ، كأنه حكى قوله عز وجل كما مر في ( لأهب لك ) والبيت للأعشى ، وبعده :
ومضى لحاجته وأصبح حبله * خلقا وكان بحالة لن ينكدا أقصر ليله : أي وجده قصيرا . وأخلف موعدا من أخلفت الموعد : إذا وجدته خلفا . وقتيلة : اسم معشوقته يقول صار العاشق ضيفا في الحي ليزود من معشوقته ، فقضى ليله رجاء الوصل ، فمضى الليل ووجد الموعد خلفا ولم يتمتع بوصالها . وليله في ديوان الأعشى بالتاء بخلاف نسخ الكشاف .
( حتى إذا أسلكوهم في قتائدة * شلا كما تطرد الجمالة الشردا ) في سورة المؤمنين عند قوله تعالى ( فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك ) فاسلك فيها فأدخل فيها ، يقال سلك فيه دخله وسلك غيره وأسلكه ، قال تعالى ( ما سلككم في سقر ) وقتائدة :
ثنية معروفة ، وقيل هي عقبة . والشل : الطرد . والجمال : صاحب الجمل والجمالة جمعه مثل حمار وحمارة .
وقافية شرود : سائرة في البلاد . يصف جيشا أنكروا وهزموا . والشعر لعبد مناف الهذلي ، وهذا آخر القصيدة ولا جواب لقوله : حتى إذا أسلكوهم . وقال بعضهم شلا جواب إذا ، والأصل شلوا به شلا فاكتفى بالمصدر عن الفعل ، يقال سلكته وأسلكته : أدخلته . يصف قوما أغير عليهم فدفعوا الغارة عن أنفسهم وأدخلوا المغيرة في موضع يقال له قتائدة . يقول : هزموهم وطردوهم حتى أسلكوهم في هذه الثنية كما تطرد الجمالة النوق الشرد السائرة في البلاد ، وقافية شرود : أي سائرة في البلاد . والتشريد : الطرد ، ومنه ( فشرد بهم من خلفهم ) أي فرق وبدد جمعهم . وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الجن عند قوله تعالى ( ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا ) أي يدخله عذابا والأصل يسلكه في عذاب كقوله ( ما سلككم في سقر ) فعدى إلى مفعولين إما بحذف الجار وإيصال الفعل إليه كقوله ( واختار موسى قومه ) وإما بتضمينه معنى يدخله ، يقال سلكه وأسلكه ، قال : حتى إذا أسلكوهم البيت .
( قدني من نصر الخبيبين قذى * ليس الإمام بالشحيح الملحد ) في سورة النور عند قوله تعالى ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات ) قدني وقدى بمعنى حسبي في الصحاح الخبيبان عبد الله بن الزبير وابنه ، فمن أنشد على التثنية أرادهما كما قالوا سنة العمرين ، ومن روى على الجمع فإنه يريد عبد الله وشيعته ، وعبد الله هو الذي ادعى الخلافة وكنيته المشهورة أبو بكر وكانوا إذا أرادوا ذمه كنوه بأبي خبيب كما قيل :
أرى الحاجات عند أبي خبيب * يلدن ولا أمية بالبلاد والملحد المحتكر ، وقيل لأنه حارب في الحرم .
( فإن تمس مهجور الفناء فربما * أقام به بعد الوفود وفود ) من مراثي الحماسة . في سورة النور عند قوله تعالى ( قد يعلم ما أنتم عليه ) حيث أدخل قد ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين والنفاق ومرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد ، وذلك أن قد إذا دخلت على المضارع كانت بمعنى ربما فوافقت ربما بما في خروجها إلى معنى التكثير في نحو قوله : فإن تمس الخ : أي إن مت وصرت مهجور الساحة مرفوض الخدمة فربما كان الوفود فيما مضى من حياتك تزدحم على بابك : يعنى إن هجر فناؤك