في مدح النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الوفادة عليه : فآليت الخ ، فصده قريش عن ذلك ، فخرج من فوره وأتى اليمامة ومات ، والبيت من القصيدة التي تقدم غالب أبياتها في سورة البقرة ، وهى طويلة بديعة .
( كقنطرة الرومي أقسم ربها * لتكتنفن حتى تشاد بقرمد ) في سورة النساء عند قوله تعالى ( وآتيتم إحداهن قنطارا ) القنطار : المال العظيم من قنطرت الشئ إذا رفعته ، ومنه القنطرة لأنها بناء مشيد . شبه ناقته بقنطرة الرجل الرومي أو النهر الرومي في نهر دجلة والفرات . ربها :
أي صاحبها لتحاط بالطلاء إلى أن ترفع بالآجر ، وقيل الرومي نهر دجلة والفرات لأنهما يأتيان من الروم كما قيل :
( وذا النصب المنصوب لا تعبدنه * ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا ) هو للأعشى من قصيدته المشهورة المقدم ذكرها في سورة المائدة عند قوله تعالى ( وما ذبح على النصب ) كانت لهم حجارة منصوبة حول البيت يذبحون عليها ويشرحون اللحم عليها يعظمونها بذلك ويتقربون به إليها تسمى الأنصاب ، والنصب واحد دل على إفراده بذكر اسم الإشارة .
( أبنى لبيني إن أمكمو * أمة وإن أباكمو عبد ) في سورة المائدة عند قوله تعالى ( وعبد الطاغوت ) على قراءة ، ومعناه : الغلو في العبودية كقولهم رجل حذر وفطن للبليغ في الحذر والفطنة ، قال في الصحاح في مادة عبد : وحكى الأخفش عبد مثل سقف وسقف وأنشد :
أنسب العبد إلى آبائه * أسود الجلدة من قوم عبد ومنه قراءة بعضهم وعبد الطاغوت وأضافه ، وبعضهم قرأ وعبد الطاغوت وأضافه ، والمعنى فيما يقال خدم الطاغوت ، قال : وليس هذا بجمع لأن فعلا لا يجمع على فعل وإنما هو اسم بنى على فعل كحذر وندس ، فيكون المعنى ، وخادم الطاغوت ، وأما قول الشاعر : أبنى لبيني الخ ، فإن الفراء يقول إنما ضم الباء ضرورة .
( جاد الحمى بسط اليدين بوابل * شكرت نداه تلاعه ووهاده ) في سورة المائدة عند قوله تعالى ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ) وفى الكشاف . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هي أشد آية في القرآن ، وعن الضحاك : ما في القرآن آية أخوف عندي منها . وغل اليد : ربطها مجاز عن البخل وبسطها مجاز عن الجود ومنه قوله تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) وبسط اليد وقبضها عبارتان وقعتا متعاقبتين للبخل والجود ، وقد استعملوهما حيث لا تصح اليد كما في البيت ، ولله در من استعملها مضمومة مكسورة وأبرزها على هذه الصورة حيث قال :
لنا خليل له خلال * تعرب عن أصله الأخس أضحت له مثل حيث كف * وددت لو أنها كأمس ( وكتيبة لبستها بكتيبة * حتى إذا التبست نفضت لها يدي ) في سورة الأنعام عند قوله تعالى ( أو يلبسكم شيعا ) أي يخلطكم فرقا مختلفين . يقول : رب كتيبة خلطتها بكتيبة حتى إذا اختلطت نفضت يدي منهم وخليتهم وشأنهم كقوله تعالى ( فلما كفر قال إني برئ منك ) يظهر أنه مهياج للشر يعرف مداخله ومخارجه ، وفيه إثبات طرف من اللؤم ولهذا عيب عليه هذا القول :
( فزججتها بمزجة * زج القلوص أبى مزاده )