العداب ما استدق من الرمل ، والندى الأول المطر والثاني الشحم ، ومنه تسميتهم الخمر إثما لأنها سبب في اقتراف الإثم في قوله :
شربت الإثم حتى ضل عقلي * كذلك الإثم تذهب بالعقول وما أحسن قول سيدي عمر بن الفارض في خمريته :
وقالوا شربت الإثم كلا وإنما * شربت التي في تركها عندي الإثم ونحوه في علم البيان قول الراجز * أسنمة الآبال في سحابه * سمى الماء بأسنمة الآبال لأنه سبب سمن الإبل وارتفاع أسنمتها ، ثم أن لفظ النكاح لم يرد في كتاب الله إلا في معنى العقد لأنه في معنى الوطء من باب التصريح به ومن آداب القرآن الكناية عنه بلفظ الملامسة والقربان والتغشي والإتيان : والمستن في البيت من استن الفرس قمص ، وهو أن يرفع يديه ويطرحهما معا ويعجن برجليه . وقمص البحر بالسفينة إذا حركها بالموج ، والقميص الذي يلبس .
( أهلا بضيف أتى ما استفتح البابا * مجلبب من سواد الليل جلبابا ) في سورة الأحزاب عند قوله تعالى ( يدين عليهن من جلابيبهن ) أي يغطين وجوههن وأيديهن . والجلباب :
ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء ، تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله على صدرها ، وقيل الملحفة وكل ما يستتر به من كساء أو غيره ، قال أبو زيد * مجلبب من سواد الليل جلبابا * ومن هذا الباب لا محالة بيت المبكر مع البازي على تلك الحالة ، وبينهما بعض ملابسه ، ونوع مجانسه ، لكن :
* شتان ما بين اليزيد في الندى * وهل يستوى من ضل مع من اهتدى .
( تبا لمن بالهون قد ألبا * مثل البعير السوء إذ أحبا ) في سورة ص عند قوله تعالى ( أحببت حب الخير عن ذكر ربى ) حيث ضمن أحببت معنى فعل يتعدى بعن كأنه قال : أنبت حب الخير عن ذكر ربى ، أو جعلت حب الخير مجزيا أو معنيا عن ذكر ربى . وذكر أبو الفتح الهمداني أن أحببت بمعنى لزمت من قوله * * مثل البعير السوء إذا أحبا * وقبله : كيف قريت عمك القرشبا * حين أتاك لاغبا مخبا حلت عليه بالقفيل ضربا القرشب بكسر القاف : الشيخ المسن . والقفيل : الوسط . قال الجوهري : الإحباب البروك ، والإحباب في الإبل كالحران في الخيل . واللاغب من اللغوب . ويقال جاءوا مخبين من أخبه حمله على الخبب ، نوع من العدو وهو أن يراوح بين يديه ورجليه . وعن ثعلب أنه يقال للبعير الحسن مخب . وقال غيره : أخب أي لزم المكان فلم يبرح ، وحلت عليه : أي وثبت . والمخب من الخبب بمعنى الإسراع . واعلم أن الخير في الآية هو المال كقوله ( إن ترك خيرا ) والمال الخيل ، أو سمى الخيل خيرا كأنها نفس الخير لتعلق الخير بها ، قال صلى الله عليه وسلم .
( الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة ) وزيد الخيل هو زيد بن مهلهل الطائي سمى بذلك لشجاعته ، وكان شاعرا مجيدا خطيبا شجاعا ، وكفاك بمن سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير ، ووصفه بأنه وجده فوق ما وصف له . روى أن جار الله الزمخشري لما قدم بغداد للحج أتاه السيد الشريف ابن الشجري مهنيا بقدومه